د. وحيد عبدالمجيد
النادى الأهلى ليس قلعة الرياضة الأولى فى مصر فقط. إنه، قبل ذلك، رمز من أبرز رموز تاريخها الوطنى على مدى أكثر من قرن. وهو يعد احدى المؤسسات القليلة التى لم تتعرض لانتكاسات خطيرة فى عقود التجريف الشامل الثلاثة التى سبقت ثورة 25 يناير, رغم كثرة المشاكل التى تواجهه الآن.
حافظ الأهلى على كيانه وتقاليده إلا قليلا. ولذلك لم تحدث تجاوزات مشينة فى انتخاباته التى ستُجرى يوم الجمعة المقبل. فرغم أنها لم تخل من تداعيات الأجواء العامة التى يسودها احتقان وتعصب وكراهية. يظل انتشار الشائعات فيها أقل خطرا من شيوع السب والقذف العلنيين فى انتخابات نواد أخرى. وتكتسب انتخابات الأهلى أهميتها الخاصة هذه المرة من أنها تأتى فى لحظة أصبحت مشكلاته الإدارية والمالية تمثل خطرا على مستقبله. ولذلك تشتد حاجة النادى وأعضائه إلى إدارة جديدة قادرة على مواجهة هذه المشكلات وتتمتع بخبرة كبيرة، لأن الوضع لا يتحمل مغامرات. فالفشل ليس، ولا يمكن أن يكون، خياراً فى لحظة فاصلة.
والحال أنه لكل من القائمتين المتنافستين مزاياها المقدّرة. لكن المعيار الرئيسى للاختيار بينهما هو مدى توفر المقومات اللازمة لتحقيق النجاح الإدارى الذى أصبح بمثابة حياة أو موت لهذا النادى العريق. فأهم ما يحتاجه النادى الاهلى فى اللحظة الراهنة هو معالجة ناجحة لمشكلاته الادارية والمالية التى تفاقمت اعتمادا على رؤى جديدة واستنادا على خبرات سابقة حققت نجاحا فى ادارة مؤسسات أخرى. وهذا هو ما ينبغى ان يكون دليل الناخبين أعضاء النادى فى تحديد اختياراتهم, وليس الخافيات السياسية والايديولوجية التى لا يصح أن تكون حاضرة فى انتخابات أكبر أندية مصر أو حتى أصغرها لأن لها مجالاتها الطبيعية فى الساحة السياسية.
ويحتاج الأهلى ايضا الى ادارة تؤمن الشراكة فى العمل من أجل تطويره واكمال دوره التاريخى فى الظروف الصعبة التى يمر بها, ومستعدة بالتالى لبذل الجهد الذى يستلزمه تجسير الفجوة بين من باعدت بينهم الخلافات خلال الفترة الماضية، سواء بسبب صراعات الملعب القديمة أو غيرها، لخلق الأجواء الصحية التى تساعد فى نجاح العمل اللازم لحل المشكلات الإدارية والمالية.
نقلاً عن "الأهرام"