توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة تشجع الإرهاب!

  مصر اليوم -

الدولة تشجع الإرهاب

د. وحيد عبدالمجيد

مؤلم جداً ما نفعله فى أنفسنا ووطننا نتيجة ميراث ثقيل من الانغلاق الفكرى والجمود العقلى مازلنا نحمله على كاهلنا. ففى الوقت الذى يقدم الشعب والجيش والشرطة تضحيات كبيرة فى مواجهة الإرهاب,  تتواصل السياسات والممارسات المنتجة للتطرف الذى يوفر البيئة الحاضنة لهذا الارهاب. فهل نتخيل أن فى امكاننا إلحاق هزيمة حاسمة بالإرهاب فى الوقت الذى نفرض قيوداً تحول دون تنوير المجتمع الذى يتغذى هذا الإرهاب على ظلام ثقافى يحجب نور العقل عنه؟ وكيف نتصور أن هذا النور يمكن أن ينتشر بدون مناخ يشجع أفكاراً حديثة تحررية منيرة بدلا من التفسيرات المتطرفة للدين والمنافية لصحيحه؟ فلا يكفى اللجوء إلى إجراءات بيروقراطية لم يغير مثلها نتائج تُذكر فى هذا المجال، مثل سيطرة وزارة الأوقاف على المساجد والزوايا، فضلاً عن أن هذه مهمة مستحيلة وليست صعبة فقط فى بلد مترامى الأطراف. وحتى بافتراض أن هذه الإجراءات ستمنع تدفق الخطاب الديني المتطرف وغزوه لعقول صبية صغار لم يتأثروا به من قبل، فما الذى نفعله مع ملايين استوطن هذا الخطاب فى عقولهم أو استعمرها. وهل يمكن أن نحرر بعض هذه العقول من الظلام الذى يعشش فيها بدون إطلاق حرية الإبداع والفكر والفن التي لا بديل عنها لخلق أجواء تبعث على استخدام العقل. فيما خلقه الله من أجله وهو التفكير والتفكر؟ وهل نستطيع أن نأمل فى شىء من ذلك، ونحن نحافظ على بنية تشريعية بائسة تُجَّرم الإبداع والأدب والفن فى تناقض كامل مع الدستور. ولم يكن الحكم بحبس الأديب كرم صابر قبل أيام بتهمة مطاطة غير محددة هى «ازدراء الأديان»، إلا استمراراً لسياسات مازلنا نعانى نتائجها المشجعة للتطرف الذى نتج الإرهاب. وقل مثل ذلك عن الامتثال لـ «تعليمات» بعض الشيوخ المتشددين الذين فرضوا منع عرض فيلم «سفينة نوح»، وكأننا فى دولة دينية تحكمها سلطة أعلى من مؤسسات الدولة الدستورية على النمط الإيرانى. وإذا عرفنا أن هذا الفيلم الممنوع يدعم فكرة الإيمان الدينى بشكل عقلانى تشتد حاجتنا إليه، وأن الرواية المجرَّمة تحث على التفكير العقلانى، يمكن أن ندرك حجم مأساتنا فى دولة مازالت تشجع ضمنياً العوامل المغذية للإرهاب من ناحية وتخوض حرباً معلنة ضده من الناحية الأخرى! نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة تشجع الإرهاب الدولة تشجع الإرهاب



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon