توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كأنها لم تكن !

  مصر اليوم -

كأنها لم تكن

د. وحيد عبدالمجيد

لم يكن متوقعاً أن تسفر القمة العربية الخامسة والعشرون فى الكويت عن نتيجة بشأن أى من البنود المدرجة على جدول أعمالها. فلم تعد طريقة تنظيم اجتماعات القمة ملائمة لهذا العصر وقضاياه الأكثر تعقيداً.  وقد تقادمت هذه الطريقة التى لم تتغير على مدى أربعين عاماً منذ أن استضافت القاهرة القمة الأولى عام 1964. ولذلك فقدت الشعوب العربية الاهتمام بهذه الاجتماعات، التى كانت تتطلع إليها فى عقدها الأول. ولم يعد أحد يعلق آمالاً عليها. وصار أقصى ما يمكن التطلع إليه خلال العقدين الأخيرين هو أن تمر أعمال القمة بسلام فلا تزيد الطين العربى بلة. كان هذا هو الحال قبل أن تضطرب الأوضاع فى المنطقة العربية وتشتعل الصراعات فى داخل بعض دولها على نحو يثير أسئلة كثيرة عن مستقبلها ومخاوف أكثر على مصيرها. ومع ذلك، لم يحدث أى تغيير فى طريقة تنظيم القمة. فمازال اجتماع لوزراء الخارجية يسبقها ليضع، أو يعيد وضع, جدول أعمال مكررة معظم بنوده، ويعد أو يعيد إنتاج بيان يغلب عليه الطابع الإنشائى. ويجتمع القادة أو من ينوبون عنهم بعد ذلك فى جلسة عامة مفتوحة يلقون فيها كلمات روتينية، ثم فى جلسة أو جلستين مغلقتين لإقرار البيان المعد سلفاً مع إدخال تعديلات طفيفة عليه أحياناً. وتنفض إثر ذلك القمة التى يصعب أن نجد لها من اسمها نصيبا. فلن تكون هذه القمة قمة بالفعل، لابد من بداية جديدة وآلية تنظيمية مختلفة تتيح إجراء حوار جاد فى جلسات جماعية وأخرى ثنائية وثلاثية بعيداً عن الإعلام من أجل تقريب وجهات النظر فى القضايا التى تحتمل ذلك قبل أن يبدأ الاجتماع الرسمى. فهذه القمة هى الفرصة الوحيدة لإجراء حوار بين القادة العرب كل عام. ولا يصح إهدارها بالطريقة التى تحدث الآن، حيث يذهب معظم القادة إلى القمة ويعودون دون أن يتبادلوا سوى كلمات قليلة. ولذلك لم تأت قمة الكويت وكأنها لم تعقد أصلا رغم الأخطار التى تهدد مستقبل الأمة بدءا بالأزمة السورية وتداعياتها فى الدول المجاورة، و انتهاء بالإرهاب الذى دخل مرحلة جديدة بعيد القمة السابقة، مرورا بسياسات دول الجوار الإقليمى (إيران وتركيا وإثيوبيا) وممارسات إسرائيل المطمئنة لتصفية القضية الفلسطينية التى كانت هى الدافع الأول وراء فكرة القمة إذا كان قد بقى لنا شىء من ذاكرة تاريخية. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كأنها لم تكن كأنها لم تكن



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon