توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فهم الإرهاب الراهن شرط للنصر عليه

  مصر اليوم -

فهم الإرهاب الراهن شرط للنصر عليه

وحيد عبد المجيد

لا يمكن كسب المعركة ضد الإرهاب، مثلها مثل أى معركة، بدون تحديد أبعادها بدقة. ولا يتيسر ذلك إلا عبر فهم السمات الأساسية لموجة الإرهاب الراهنة، ولأن المعلومات سلاح أساسى فى معركة الإرهاب، ينبغى توخى الحذر بشأن المصادر التى نستقى منها هذه المعلومات. فلا يصح الاعتداد بمعلومات غير موثوقة وبناء خطط على أساسها مثل التغريدة التى وجدناها منسوبة إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» على «تويتر» يوم الجمعة الماضى بعد عملية تفجير مستودع أنابيب البراجيل وتتضمن تهديداً بشن حرب اقتصادية. وتفيد معرفة طبيعة هذا التنظيم وتوجهاته فى إدراك أنه لا أساس لهذه التغريدة، مثلما لم يمكن هناك أساس للبيان الذى تم بثه عبر «فيس بوك» منسوباً إليه أيضا «عقب عملية طابا فى 16 فبراير الماضى متضمناً التهديد باستهداف السياحة وإمهال السياح خمسة أيام لمغادرة البلاد فهذا التنظيم لا يستخدم مواقع التواصل الاجتماعى أصلاً لأسباب تتعلق بأمن أعضائه. ولذلك يبث بياناته المعتمدة عبر عدد من المواقع المسماة» جهادية، وأهمها موقع «شبكة شموخ الإسلام». ويعنى ذلك أنه ليس هناك تغيير حتى الآن فى أسلوب عمل التنظيم الأكثر تأثيراً فى موجة الإرهاب الراهنة، وهو استهداف المواقع الأمنية والعسكرية والأرجح أن مجموعتين صغيرتين تقتديان به، ولكنهما ليستا جزءا، هما اللتان نفذتا عمليتى طابا والبراجيل. وفى ضوء ذلك، يبدو أن موجة الإرهاب الراهنة مازالت فى فصلها الأول الذى يبدو أنه يقترب من نهايته. ويتسم هذا الفصل بوجود ثلاثة أنماط متوازية من العنف وهى العمليات الإرهابية الكبيرة المنظمة، والعمليات الصغيرة العشوائية، وأشكال العنف المدنى المرتبطة بتحركات تنظيم «الإخوان» فى الشارع. ويفيد تحليل هذه الأنماط الثلاثة خلال الشهور الثمانية الماضية أن وتيرة العمليات الكبيرة المنظمة بدأت تتراجع مؤخراً فى مقابل ازدياد معدلات العمليات العشوائية التى تستخدم فيها عبوات وقنابل بدائية محلية الصنع. أما النمط الثالث، وهو تحركات «تنظيم الإخوان» التى يتركز أهمها فى أيام الجمعة، فهى تزداد عنفاً رغم أنها بدأت فى الانحسار. والأرجح أن يستمر هذا الانحسار فى الفصل الثانى الذى قد تنتقل إليه موجة الإرهاب خلال أسابيع، وأن تقل نسبيا معدلات العمليات الإرهابية الكبيرة، فى الوقت الذى ستزداد فيه وتيرة العمليات الصغيرة العشوائية، خاصة مع بدء تكوين مجموعات محلية تقوم بها ويتخذ بعضها شكل التنظيم المحدود المحصور فى منطقة معينة مثل تنظيم «أجناد مصر» الذى أعلن مسؤوليته عن عدة عمليات منذ أن استهدف الكمين الأمنى فى عبود بشبرا فى 20 نوفمبر الماضى. غير أنه إذا كان مرجحاً أن يشهد الفصل الثانى من موجة الإرهاب الحالية تراجعاً نسبياً فى العمليات الكبيرة المنظمة التى ضرب بعضها أهدافاً ثقيلة مثل بعض مديريات الأمن (جنوب سيناء والدقهلية والقاهرة) ومقار المخابرات الحربية (العريش والإسماعيلية)، فلا يعنى ذلك أن هذا التراجع سيكون نهائياً. فليس مستبعدا أن تزداد العمليات الكبيرة المنظمة مجدداً بعد تراجعها. وربما تكون هذه هى سمة الفصل الثالث فى موجة الإرهاب الراهنة إذا لم يتم إحكام السيطرة على باقى جيوب هذا الإرهاب فى سيناء قبل أن يعود المصريون الذين ذهبوا للقتال فى سوريا. ففى ظل عولمة الإرهاب، ذهب عدد غير معروف بدقة من المصريين إلى سوريا حيث توجد «مدرسة» للتدريب على أعمال التفجير والعنف التى تقوم بها تنظيمات كبيرة محترفة مثل «داعش» و«النصرة» وأخرى متوسطة. وسيعود هؤلاء المصريون عاجلاً أو آجلاً. وقد عاد بعضهم بالفعل حين بدأت موجة الإرهاب الراهنة. فكان أحد أكثر ما لفت الانتباه فى البيان المؤكد صدوره عن «أنصار بيت المقدس» الأحد الماضى لنعى قتلاه الستة فى منطقة عرب شركس بالقليوبية هو أن اثنين منهم عائدان من سوريا، ولا ننسى أيضا أن «الفيديو» الذى بثه هذا التنظيم للانتحارى الذى نفذ محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم فى 5 سبتمبر الماضى قوله إنه ذهب إلى سوريا قبل أن يعود وينخرط فيما سماه «الجهاد ضد الحكم فى مصر». غير أن المعطيات المتوفرة تفيد أن عدد من عادوا من سوريا مازال قليلاً. ويعنى ذلك أن هناك مئات سيعودون فى وقت غير معلوم لنا. فإذا ظل تنظيم «أنصار بيت المقدس» أو غيره قادراً على العمل وحافظ على أهم معاقله فى سيناء، سيلتحق العائدون من سوريا به وسيزداد خطرهم فى هذه الحالة. ولهذا يرتبط مدى خطر المصريين الذين سيعودون من سوريا بوجود بنية تحتضنهم فى سيناء وتستفيد من الخبرات التى حصلوا عليها. فإذا أمكن إحكام السيطرة على سيناء فى وقت مناسب، سيقل أثر عودتهم، وربما لا يستطيع بعضهم الرجوع فى هذه الحالة نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فهم الإرهاب الراهن شرط للنصر عليه فهم الإرهاب الراهن شرط للنصر عليه



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon