د. وحيد عبدالمجيد
ستظل روح الشهيد خالد سعيد ملهمة للمصريين الذين نبههم قتله إلى أن كلاً منهم معرض للخطر فى غياب دولة القانون. وحتى إذا غفل كثير منهم الآن عما أدركوه فى يونيو 2010
عندما تم تعذيب خالد سعيد حتى الموت ، وشاركوا فى ثورة 25 يناير لأجله، لن يمضى سوى وقت قصير حتى ينتبهوا إليه مجدداً بعد أن تنقشع الأكاذيب الممنهجة التى استهدفت إعادتهم إلى ما كانوا فيه ليصبح كل منهم معرّضا لأن يلقى مثل مصير هذا الشاب السكندرى فى أى وقت.
ومن هذه الأكاذيب أكذوبة لم يصدقها معظم المصريين فى حينها، وهى الزعم بأن الشرطيين اللذين قتلا خالد سعيد ألقيا القبض عليه لحيازته لفافة بانجو وأنه مات بسبب ابتلاعه هذه اللفافة، ثم عاد كثير منهم لتصديقها ضمن الحملة الممنهجة ضد الثورة وما يقترن بها من آمال فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
فقد فنّدت حيثيات حكم محكمة جنايات الاسكندرية ضد هذين القاتلين أكذوبة لفافة البانجو، وأكدت أنها محض اختلاق أو تلفيق. فقد جاء فى هذه الحيثيات أن (كل ما ورد فى روايات المتهمين يعتبر اختلاقاً ليس له أساس صحيح لأنه لا يصادف الواقع) وأن (إلقاء القبض على خالد سعيد باطل)، وأنه (يعتبر نوعاً من القبض المؤثم بموجب المادة 280 عقوبات).
و انتهت المحكمة, حسب حيثيات الحكم, إلى تكييف الجريمة باعتبارها تعذيباً حتى الموت، وكذّبت بذلك أصحاب أكذوبة أن خالد سعيد هو »المجرم« وأن كل ما حدث كان محاولة للقبض عليه بسبب حيازته مخدرات وأنه أراد التخلص من لفافة البانجو التى كانت فى حوزته بمحاولته ابتلاعها مما أدى إلى موته!
وليس هذا الحكم العادل إلا دليلاً جديدا على أن روح خالد سعيد ستظل ملهمة لحلم الكرامة الإنسانية الذى تطرقت إليه حيثيات هذا الحكم حيث جاء فيها: (إن للمواطن حقوقاً لابد أن يعلمها حتى لا يضيع حقه، كما أن على من يطبق القانون واجبات تقتضى فهماً لصحيح القانون ولطبيعة الإنسان وحقه فى أن يُعامل بآدمية وكرامة واحترام كونه إنساناً).