توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيبتنا فى الفن!

  مصر اليوم -

خيبتنا فى الفن

د. وحيد عبدالمجيد

يا له من أمر مخجل أن يصنع سويديون، وليس مصريون، فيلماً وثائقياً رائعاً عن علاقة فن “الجرافيتى” الذى ازدهر منذ ثورة 25 يناير بالحراك الثورى. ولكن الأكثر مدعاة للخجل هو ألاّ يستحى أحد ممن كان واجباً عليهم أن يصنعوا مثل هذا الفيلم وغيره من الأشكال الفنية ذات الصلة بالثورة. يرد الفيلم، الذى صنعه منتجو سلسلة الأفلام الوثائقية السويدية التى تحمل عنوان “الثقافة فى المناطق المضطربة”، على الزعم الكسول لكثير من الفنانين المصريين الذين يهربون من مسئوليتهم بادعاء أنه لا يمكن إنجاز أعمال فنية ذات صلة بالثورة إلا بعد مرور فترة من الزمن. صوّر هذا الفيلم ما تيسر من رسومات “الجرافيتى” التى أزالت سلطات متعاقبة لا تؤمن بفن ولا حرية ولا إبداع معظمها بغلاظة وجلافة شديدتين تثيران التساؤل عما إذا كانت هذه هى مصر التى عرفها العالم رائدة للفن والإبداع فى منطقتها منذ منتصف القرن التاسع عشر. وأوضح الفيلم كيف محا الصبغ الأصفر الذى يرمز للتصحر رسومات صنعتها قلوب خضراء كانت مملوءة بالأحلام ومشاعر وطنية حقيقية لا تشبه الصياح والصراخ اللذين يملآن الساحة الآن باسم وطنية يجرى توظيفها لأغراض منبتة الصلة بها. كما سجل هذا الفيلم، بكل أسف وألم، مطاردة ثلاث سلطات متعاقبة لفنانى “الجرافيتى” المبدعين الحالمين بالحرية والكرامة. وأكثر ما يدعو للأسف على صورتنا فى العالم أن يضطر أحد فنانى “الجرافيتى” الذين التقاهم صانعو الفيلم إلى الظهور باسم مستعار خوفاً من ملاحقته والقبض عليه لا لشئ إلا لكونه فناناً يؤمن بحرية الشعب والوطن ويقوم بدوره الطبيعى – كفنان ملتزم – فى مقاومة الظلم والتسلط. وإذا كان لنا، أو علينا، أن نستخلص دلالات رئيسية لهذا الفيلم فهى أنه كشف مدى كسل أهل الفن فى بلادنا، بمن فيهم الثوريون الذين تقدموا الصفوف انتصاراً لحرية الشعب، وأكد فى الوقت نفسه ارتفاع مستوى “الجرافيتى” المصرى على نحو يتيح لنا الفخر به فى الوقت الذى يعتصرنا الألم لما يتعرض له ولانصراف فنانينا عن مسئوليتهم فى صنع أعمال ذات صلة بالثورة الآن وليس فى مستقبل غير معلوم. "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيبتنا فى الفن خيبتنا فى الفن



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon