د. وحيد عبدالمجيد
معركة الإرهاب المسلح بشقيه المنَّظم والعشوائى، ومن ورائهما العنف المدنى، ستطول وتمتد فى الزمان والمكان.
ولابد أن يكون هذا واضحا لدينا ونحن نخوضها، وعلى من يشك فى صعوبة هذه المعركة الطويلة أن يتأمل ما يحدث حولنا فى المنطقة، ويتذكر أن الإرهاب دخل مرحلة العولمة منذ نهاية تسعينيات القرن الماضى، أى بُعيد انتهاء موجته السابقة فى مصر.
وفى ظل عولمة الإرهاب، ذهب عدد غير معروف بدقة من المصريين لـ«الجهاد» فى سوريا حيث يوجد مسرح لا سابق له للتفجيرات والاغتيالات وغيرها من أشكال العنف التى تمارسها تنظيمات كبيرة محترفة مثل «داعش» وجبهة نصرة أهل الشام وأخرى متوسطة وصغيرة. ففى سوريا الآن زمدرسةس عليا للإرهاب يتعلم فيها عدد غير معروف من المصريين، ولكنهم يُقدرون بالمئات وفق أقل التقديرات، وسيعودون آجلاً أو عاجلاً للانضمام إلى تنظيمات مثل «أنصار بيت المقدس» وغيرها.
وقد عاد بعضهم بالفعل حين بدأ الإرهاب حربه على المصريين منذ يوليو الماضى. وقد شاهدنا فى زالفيديوس الذى بثه تنظيم «أنصار بيت المقدس» ما قاله الانتحارى الذى نفذ محاولة اغتيال وزير الداخلية فى 5سبتمبر الماضى, وهو أنه ذهب إلى سوريا قبل أن يعود وينخرط فى «الجهاد ضد الحكم فى مصر». وربما نكون قد نسينا أيضاً أن «خلية مدينة نصر» التى ضبطتها الأجهزة الأمنية فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى ضمت بعض المشاركين فى «الجهاد» فى سوريا.
غير أن المعطيات المتوافرة تفيد أن عدد من عادوا من سوريا مازال قليلاً، وأن معظمهم انضموا إلى «أنصار بيت المقدس» الذى يجتذب العائدين لأنه التنظيم الأكبر فى مصر الآن. ويعنى ذلك أن هناك مئات على الأقل سيعودون فى وقت غير معلوم حتى الآن، وسيكون لانخراطهم فى الإرهاب فى مصر أثر متوقع فى تصعيده وتوسيع نطاقه. ولا يمكن مقارنة هذا الأثر بذلك الذى ترتب على عودة من كانوا فى أفغانستان، لأنهم كانوا قد عادوا عقب هزيمة موجة الإرهاب السابقة فى مصر فلم يجدوا معركة مشتعلة ينخرطون فيها.
"نقلاً عن الأهرام"