د. وحيد عبدالمجيد
معركة فى غير وقتها، فضلاً عن أنها ليست فى محلها. هذا هو أقل ما يمكن أن توصف به المعركة التى اشتعلت أخيراً داخل حزب الوفد فى وقت صعب قبل شهور قليلة على انتخابات برلمانية سيتقرر فيها مصير هذا الحزب وغيره، مثلما ستكتمل بها صورة نظام الحكم الجديد ومدى قدرته على وقف التدهور الشامل المترتب على تجريف لم يتوقف لمؤسسات الدولة والمجتمع طوال أربعة عقود.
ورغم أن مقدمات المعركة داخل الوفد كانت تتراكم خلال الفترة الماضية، لم يكن متوقعاً أن تتسم بهذه الضراوة وخاصة فى الهجوم الحاد على رئيسه الحالى د. السيد البدوى. فتبدو الحملة على البدوى ظالمة وليست فقط حادة لسببين.. أولهما أنها توحى بأنه يدير الحزب بشكل منفرد رغم أنه من أكثر رؤساء الأحزاب حرصاً على المؤسسية والمشاركة فى صنع القرار، أما السبب الثانى فهو تجاهل النجاح الذى حققه فى إعادة الحزب إلى قلب الخريطة السياسية فى ظروف بالغة الصعوبة، إذ لم يمض على انتخابه شهور حتى غيرت ثورة 25 يناير تضاريس هذه الخريطة.
كما نجح فى توسيع حضور حزب الوفد فى النقابات المهنية، بعد أن كان دوره مقصوراً على نقابة المحامين. وتقدمه فى نتائج انتخابات نقابة المهندسين التى أُجريت أخيراً دليلاً على ذلك، حيث بات الوفديون ممثلين فى مجلس النقابة العامة وعدد من مجالس النقابات الفرعية، فضلاً عن فوز أحد مهندسيه بمنصب نقيب كفر الشيخ .
وهو لم يحقق هذا التقدم النسبى وحده، بل بجهد كثير من قادة الوفد وشبابه وفى مقدمتهم السكرتير العام فؤاد بدراوى الذى ينافسه الا. ولكن إذا كان بدراوى شاركه الايجابيات التى تحققت، فهو شريك أيضاً فى السلبيات التى جعلها منصة لإطلاق قذائف ثقيلة لا يمكن أن تصيب البدوى دون أن يناله شىء من آثارها.
وهذا هو ما ينبغى الانتباه إليه, لأن الحملة الشديدة التى يشنها على البدوى قد تضعفهما معا فيسقط الحزب بين يدى من يمكن أن يأخذوه فى اتجاه «غير وفدى».
نقلا عن جريده الاهرام