توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإبداع .. والحرية

  مصر اليوم -

الإبداع  والحرية

د. وحيد عبدالمجيد

أمثال جابريال جارسيا ماركيز لا يموتون. وكيف لا، وكل هذا الإبداع العبقرى يملأ الدنيا حاملاً للبشر جميعهم أسمى القيم وأنبلها. فأرواح المبدعين العظام تبقى فى أعمالهم الخالدة العابرة لحدود أوطانهم. وإذا لم يترك ماركيز سوى روايتى «مائة عام من العزلة» و «الحب فى زمن الكوليرا» لكان هذا كافياً لتخليده. ولذلك فان أمثال ماركيز فى الإبداع الأدبى لا يموتون كما هو الحال بالنسبة إلى أمثال جيفارا فى الإبداع الثورى. جمع الإيمان بالحرية بين ماركيز وجيفارا فى ميدانين مختلفين. نشأ كل منهما فى أمريكا اللاتينية. ولكنهما صارا عالميين بكل معنى الكلمة. ضحى جيفارا بحياته مبكراً من أجل الحرية، بينما حمل ماركيز لواءها على مدى نحو سبعة عقود منذ أن بدأ الكتابة. دافع جيفارا عن الحرية ببندقيته، بينما اختار ماركيز سلاح القلم الحر وجعله أقوى وأكثر تأثيراً من أى سلاح. وكثيرة هى الأدلة على ذلك، ولكن أهمها نجده فى كتاب «متسلل إلى شيلى» الذى لا يعرفه معظم متابعى أعماله. فقد كتب ماركيز هذا الكتاب لدعم المعارضة الديمقراطية ضد نظام بينوشيه الدكتاتورى الذى وصل إلى السلطة بانقلاب دموى عام 1973. ونجح معارضون فى توصيل آلاف النسخ منه إلى شيلى رغم الرقابة الرهيبة التى فرضتها سلطة كانت تراقب الناس حتى فى غرف نومهم. لذلك اشتد جنون بينوشيه وأعلن حالة تعبئة عامة ضد ماركيز، وجند قواته للبحث عن الكتاب فى كل مكان على مدى نحو شهرين حتى جمع نحو 15 ألف نسخة منه. واعتبر بينوشيه هذا انتصاراً كبيراً على الحرية يستحق الاحتفاء به بالطريقة الفاشية الموروثة من عصر إحراق الكتب، فنظمت سلطته حفلة صاخبة فى مدينة فالباريزو يوم 28 نوفمبر 1986 لإحراق كل ما جمعته من نسخ كتاب «متسلل إلى شيلى». فكان ذلك الكتاب مسماراً فى نعش حكم بينوشيه الذى لم يفهم، مثله فى ذلك مثل كل دكتاتور أعمى، أن الكلمة الحرة الصادقة أقوى من كل أسلحته. كما لم يع أن النار التى أشعلها فى كتاب ماركيز ستحرق نظامه وستضئ طريق الحرية. فلم تمض أربع سنوات على حفل إحراق كتاب ماركيز حتى كان حارقوه يبحثون عن مخرج آمن حين بدأت ثورة الحرية فى تقويض ركائز النظام الفاشى. "نقلًا عن جريدة الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإبداع  والحرية الإبداع  والحرية



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon