توقيت القاهرة المحلي 10:41:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة حسين يعقوب

  مصر اليوم -

دولة حسين يعقوب

د. وحيد عبدالمجيد

أثار صعود الشيخ حسين يعقوب منبر أحد المساجد بعد أن منع خطيب وزارة الأوقاف من أداء عمله قلقاً فى الأوساط التى تخشى توسع نفوذ السلفيين الأكثر تشدداً. وعبر بعض القلقين عن انزعاجهم من ثقب ضيق هو أن سلوك الشيخ يعقوب ينال من الدولة التى إما أن تكون أو لا تكون. ومن الطبيعى أن نحرص على أن تكون مصر دولة. ولكن المهم هو أية دولة هذه التى نريدها أن تكون. فالدول أشكال وألوان. وكان واضحاً أن بعض القلقين يقصدون الدولة الوطنية الحديثة التى يُفترض أن تكون السيادة فيها للشعب وليس لأية فئة أو جماعة. ولكن مقصد بعض آخر منهم اقتصر على الدولة التى تفرض إرادتها، بغض النظر عن طبيعة هذه الدولة. ولا يضير هؤلاء أن يسلك الشيخ يعقوب أو غيره مثل هذا السلوك لو أنه محل رضا سلطة الدولة. وفى مصر بالفعل أصحاب مصالح أقوياء متجبرون يضعون مصالحهم فوق الدولة ويفرضون ارادتهم عليها دون أن يثير ذلك انزعاج من أقلقهم سلوك الشيخ يعقوب. غير أنه ما كان لهؤلاء أن يقلقوا لو أنهم أدركوا أن الشيخ يعقوب يعبر عن التوجهات الراهنة لحكومة الدولة التى يخشون, مثله مثل غيره من الشيوخ المتشددين. ومن الدلائل على ذلك اسراع حزب النور إلى تأييد “الفرمان” الحكومى بمصادرة فيلم “حلاوة روح” بالمخالفة للدستور الذى لا يجيز مثل هذه المصادرة إلا بحكم قضائى وعبر دعوى تُرفع من خلال النيابة العامة وليس بطريقة الحسبة التى ينادى بها يعقوب وتطبقها الحكومة بنفسها خارج القضاء. ويعنى ذلك أن حكومة “دولتنا” تطبق ما سعى ممثلو السلفيين فى الجمعية التأسيسية التى وضعت مشروع دستور 2012 إلى فرضه، وهو أن تلتزم الدولة برعاية الأخلاق وحمايتها0 فكانت إحدى معارك ذلك الدستور هى معركة حدود سلطة الدولة، وهل تمتد هذه السلطة إلى مراقبة أخلاق الناس والتدخل فى حياتهم الخاصة وترعى بالتالى الجماعات التى تدعى أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، بحيث يصبح أمثال الشيخ يعقوب ضمن أدواتها لفرض “سلطتها الأخلاقية”؟ والحال أن حكومة الدولة التى يقول الدستور المختفى ان حكمها مدنى تنوب عن الشيخ يعقوب وأمثاله وتحقق لهم ما سعا اليه ، فلماذا يقلق البعض اذن على الدولة لأنه صعد المنبر دون إذن منها؟ "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة حسين يعقوب دولة حسين يعقوب



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon