توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهادة زكريا عزمى

  مصر اليوم -

شهادة زكريا عزمى

د. وحيد عبدالمجيد

تثير شهادة زكريا عزمى فى قضية رشوة زعماء أفارقة، التى كشفها الزميل عمرو سعد الدين بنشرها فى صحيفة «اليوم السابع»، تساؤلات جديدة عن عملية صنع السياسة الخارجية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك. ففى غياب الديمقراطية تفتقد هذه العملية بعض أهم مقومات نجاح السياسة الخارجية مثل المؤسسية والشفافية، وتزداد احتمالات فشلها الذى قد يلحق أضرارا فادحة بالمصالح الوطنية العليا والأمن القومى. فقد استهانت السياسة الخارجية فى عهد مبارك بالأخطار الكامنة فى ملف حوض النيل، رغم أن الدلائل عليها أخذت فى الظهور خلال السنوات الخمس الأخيرة فى هذا العهد. واعتمدت هذه السياسة على وسائل بدائية وفاسدة منها رشوة بعض رؤساء ورؤساء حكومات دول حوض النيل على النحو الذى كشفت شهادة زكريا عزمى تفاصيله الدقيقة. كانت هناك معلومات لدى باحثين وخبراء عن هذه الطريقة البدائية فى إدارة أزمات كبيرة ومعقدة. غير أنه لم يكن ممكناً التثبت منها بشكل يقينى إلى أن أكدها زكريا عزمى فى شهادته، حيث قال إن مبارك طلب من محافظ البنك المركزى عام 2009 مبلغ 4 ملايين دولار، لتوزيعها على بعض القادة الأفارقة. وكان عزمى هو من وزعهم على ثلاثة منهم كان أحدهم فى القاهرة والثانى فى شرم الشيخ والثالث خارج مصر. وفضلاً عن الفساد الواضح من شهادته التى توضح أن المبلغ المذكور لم يُسجل فى أي ورقة رسمية من أوراق الدولة، فقد كانت هذه الطريقة البدائية أحد أهم عوامل المأزق الخطير الذى يواجهنا الآن حيث أصبحت مصر مهددة جدياً بالعطش للمرة الأول فى تاريخها. ففى الوقت الذى كانت مقدمات هذا المأزق تتراكم، اعتقد مبارك أن رشوة بعض القادة الأفارقة تكفى للحفاظ على حقوق مصر المائية. ولم يدرك، بحكم منهجه فى إدارة السلطة، أن الاتفاقات الشفوية السرية معهم لا قيمة قانونية أو سياسية لها. ولذلك ينبغى أن نستوعب جيدا هذا الدرس الذى يفيد أن السلطة المطلقة هى مفسدة مطلقة تلحق الضرر بالمصالح الوطنية وتعرَّض حياة الشعوب للخطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهادة زكريا عزمى شهادة زكريا عزمى



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon