توقيت القاهرة المحلي 00:47:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

2014:عام المطرقة

  مصر اليوم -

2014عام المطرقة

د. وحيد عبدالمجيد


يشعر من قرأ أعمال الكاتب الألمانى المشهور فريدريك نيتشه المعادية للعقل والعقلانية أن مطرقته التى استخدمها بشكل رمزى فى هذه الأعمال هوت على العقل المصرى خلال عام2014, الذى بدأ بمؤامرة الشخصية الكرتونية أبلة فاهيتا واختتم بخرافات مدهشة عن انتشار الالحاد وهجمة سلطوية عشوائية يزعم الضالعون فيها والمتواطئون معها أن العقيدة فى خطر مثلما يحدث فى الدول الدينية.
لم يكن العقل المصرى معرضا لخطر من هذا النوع منذ أن بدأ اتصالنا بالعصر الحديث فى مطلع القرن التاسع عشر عندما جرت المحاولة الأولى لبناء دولة بالمعنى المعروف فى هذا العصر فقد جلب التطرف المستتر وراء الدين تطرفا مضادا يرتدى لباس الوطنية ويستخدم خطابا دينيا فى الوقت نفسه، بينما هما فى الواقع منبتا الصلة بما يرفعان شعاراته.

وتكفى أية عينة ممثلة كانت أو عشوائية مما يدور حوله النقاش فى الجدل العام لإدراك المدى الخطير الذى بلغه هذا الخطر، فالمضمون الذى يخلو من أى أثر للتفكير من حيث هو تفكير، ناهيك عن أن يكون منهجياً ومنطقياً، مصبوب فى شكل يخلو من اللياقة فى كثير من الأحيان.

وفى غياب أفكار ورؤى وتصورات موضوعية إلا قليلاً، يتحول ما يُفترض أنه نقاش إلى ما يشبه حرب الكل ضد الكل0 وتبدو محنة العقل، والحال هكذا، تعبيراً عن حالة نيتشوية صارخة رافضة لكل، ما هو عقلانى أو مرتبط بالعقل.

ولذلك يتخيل من يعرف الأثر الذى أحدثه فكر نيتشه فى العالم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، أن مطرقته التى حطم بها ما اعتبره أوثاناً فى السياسة والفلسفة والأخلاق فى أعماله- وأهمها ولادة التراجيديا وهكذا تكلم زوادشت وغروب الأوثان- تهوى على عقلنا مثلما هوت من قبل على عقول شعوب كانت أكثر تقدماً فى ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها فى النصف الأول من القرن العشرين.

فكل ما سعى نيتشه إلى تحطيمه فى السياسة والفلسفة والأخلاق هو ما يتصل بالعقل منذ الفكر الإغريقى القديم إلى فكر التنوير الحديث.

كان نيتشه باحثاً عن السوبرمان فى كل إنسان. ولكن مجمل أفكاره خلقت إنساناً عدوانياً رافضاً من يختلف معه فى مجتمع يعبد القوة ويمجد الخرافات، ولذلك صارت مطرقته رمزا لتدمير العقل فى حالات مشابهة لتلك التى نمر بها الان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2014عام المطرقة 2014عام المطرقة



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon