توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعديل العلمانية!

  مصر اليوم -

تعديل العلمانية

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

منذ أن بدأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى الحديث عن إجراءات جديدة بشأن العلمانية فى أواخر العام الماضى، لم يتوقف الجدل حول ماهية هذه الإجراءات. ولعل أهم ما فى هذا الجدل التكهنات حول تعديل قانون العلمانية الصادر عام 1905، وهل تؤدى إلى تغيير صيغتها التى تُعد الأكثر وضوحاً فى مجال الفصل بين الدولة والدين، وما الذى يمكن أن يسفر عنه هذا التغيير.

ومن المفارقات فى هذا الجدل أن تعديل قانون العلمانية يثير قلق اتجاهين على طرفى نقيض، وهما بعض الجماعات الدينية الإسلامية المسجلة بصفتها جمعيات ثقافية، وبعض المنظمات العلمانية سواء فى فرنسا مثل اللجنة الجمهورية العلمانية، أو دولية مثل الرابطة الدولية ضد العنصرية ومعاداة السامية.

وبينما يخشى إسلاميون يعيشون فى فرنسا فرض قيود أو وضع ضوابط جديدة تؤثر فى حرية الحركة التى تتمتع بها جمعياتهم، وإخضاعها لمراقبة مالية أكثر تشدداً، يرفض علمانيون أى مساس بقانون العلمانية، ويرى بعضهم أن سلطة الدولة لا يحق لها تنظيم العبادة والممارسات الدينية، بينما يذهب آخرون منهم إلى أن أى ضوابط لمواجهة التعصب والتطرف يجب اتخاذها من خلال القانون المنظم لعمل الجمعيات، وليس قانون العلمانية.

غير أن الارتباط المرجح بين الاتجاه إلى تعديل قانون العلمانية، والرغبة فى وضع ضوابط للنشاطات الدينية فى المجال العام، يعنى أن هذا التعديل سيكون بعيداً ــ إذا حدث ــ عن جوهر النظام العلمانى الذى يقوم على أن الدولة محايدة تجاه الأديان، وتقف على مسافة متساوية منها، ولا تتبنى أو تدعم أو تمول أى دين، فضلاً عن التزامها بحماية حرية الاعتقاد، وحظر أى نوع من الإكراه الدينى. تعديل قانون 1905 ليس أكيداً حتى الآن لما يحظى به من مكانة جعلت التنظيم الذى وضعه للعلاقة بين الدولة والدين موضع احترام كامل دون نص دستورى، إذ لم يُدرج هذا التنظيم فى الدستور الفرنسى إلا عام 1958.

وربما يكون إصدار قانون جديد يتضمن ضوابط تحويل الجمعيات التى تمارس نشاطات دينية، ويضع معايير تحدد الفرق بين الجمعية الثقافية والجمعية الدينية، بديلاً عن تعديل قانون العلمانية.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعديل العلمانية تعديل العلمانية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon