بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
تلقى المتعاملون مع شركة كريم، التى تعمل فى مجال خدمات النقل الذكى، بياناً منها عبر رسالة إلكترونية الثلاثاء الماضى تخبرهم بأنه (اليوم بدأت كريم الفصل الثانى من قصتها، حيث توحدت مع أوبر حتى تتمكن من خدمتك بشكل أفضل. وفى شراكتنا الجديدة سنبقى مستقلين. لذا فإن علامة «كريم» وتطبيقنا وجميع خدماتنا ستظل هناك لك كالمعتاد. نحن متحمسون حقاً لما هو التالى لكريم..)
وتثير الرسالة سؤالاً عن طبيعة هذه الصفقة، وهل تعتبر اندماجاً بين الشركتين، أم استحواذاً من جانب شركة أوبر على كريم. الرسالة ملتبسة على هذا الصعيد. فقد بدأت بالحديث عن التوحد مع أوبر، الأمر الذى يحمل معنى الاندماج. ولكن بقية الرسالة تتحدث عن شراكة، وتفيد بأن شركة كريم ستبقى مستقلة.
فهل نحن إزاء صفقة استحواذ، كما وصفتها أوبر فى تصريحات صدرت عن مسئولين فيها، أم اندماج؟ والفرق، بشيء من الاختزال، أن الاستحواذ يعنى سيطرة شركة إدارياً ومالياً على شركة أخرى أو أكثر، فى حين أن الاندماج يعنى اتحاد شركتين أو أكثر لتأسيس كيان جديد، أو دخول شركة بكل كيانها فى أخرى.
وما يمكن استنتاجه من المعلومات المعلنة حتى الآن أننا إزاء صفقة استحواذ تتضمن بعض عناصر الاندماج, طالما أنها لن تؤدى إلى انتهاء كيان شركة كريم بعد استحواذ أوبر عليها، حسب ما ورد فى البيان المشار إليه آنفاً.
ولكن الجزء الأكبر من المقابل الذى تدفعه شركة أوبر إلى مالكى شركة كريم يتمثل فى سندات قابلة للتحويل إلى أسهم، وهو 1.7 مليار دولار، أى أكثر من نصف الثمن، لأن المبلغ المدفوع نقداً يبلغ 1.4 مليار دولار، وفقاً لما أُعلن رسمياً. وهذا يحدث، عادة، فى صفقات الاندماج حيث يكون المقابل، أو جزء كبير منه، فى صورة حصة محددة، فيما يكون هذا المقابل نقوداً فى صفقات الاستحواذ.
وأياً كان الأمر، فالمهم ألاَّ تؤثر الصفقة فى أداء الشركتين بعد أن تصبحا قوة هائلة فى السوق، وأن يتأكد جهاز حماية المنافسة من أنها لن تؤدى إلى ممارسات احتكارية تضر مستخدمى خدماتهما.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع