توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عام التنوير

  مصر اليوم -

عام التنوير

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

حدثان مهمان يمكن أن يجعلا 2019 عام نجيب محفوظ، أو عام التنوير الثقافى. أولهما، والأكثر أهمية، هو افتتاح متحف نجيب محفوظ الذى نأمل أن يتم فى مارس المقبل وفق ما هو معلن، وألاَّ يؤجل مرة أخرى. والثانى تطوير جائزة نجيب محفوظ، التى أطلقتها وزارة الثقافة، ورفع قيمتها بعد تحويلها إلى جائزة عربية. 

ولما كان نجيب محفوظ أحد أبرز رواد التنوير الثقافى العربى، فلماذا لا نعلن 2019 عاما لهذا التنوير الذى تراجع فى العقود الأخيرة؟ لم يكن إبداع رائد الرواية العربية منفصلا عن حالة ثقافية فى مرحلة أضيئت خلالها مصابيح منيرة فى النصف الأول من القرن الماضى، واستمرت بزخم أقل بعد منتصفه اعتمادا على الأساس الذى نهضت عليه، ثم أخذت فى التراجع.

شملت تلك الحالة الآداب والفنون والفكر، وبرز فيها مثقفون لعبوا أدوارا مشابهة أو قريبة مما أداه أوروبيون فى القرن التاسع عشر. ولذلك أطلق على نجيب محفوظ مثلا فلوبير العرب، على أساس أن صاحب مدام بوفارى التى تُرجمت إلى العربية أكثر من مرة، وصدرت آخر ترجمة لها فى القاهرة عام 2017، يُعد رائد الرواية الواقعية فى الأدب الأوروبى.

كما أُطلق على توفيق الحكيم مثلاً أندريه جيد العرب على أساس أن صاحب مسرحية المزيفون التى ترجمت بدورها إلى العربية مرات، هو رائد المسرح الفكرى أو الفلسفى فى أوروبا.

كما حفلت تلك المرحلة برواد فى مجالات عدة. كان لطفى السيد ومحمد حسين هيكل وطه حسين والعقاد ومنصور فهمى من أهم رواد الفكر الحديث، وفتح محمد ناجى ويوسف كامل ومحمود سعيد آفاقاً جديدة أمام تطور الفن عبر دورهم الريادى فى الرسم والتصوير. وقام بالدور نفسه فى فن النحت محمود مختار.

تبدو هذه المرحلة الآن بعيدة تفصلنا عنها مسافات عقلية وفكرية كبيرة رغم أنها قريبة زمنيا، بعد أن تنامت تيارات دينية وغوغائية سعت إلى إطفاء المصابيح التى أُضيئت خلالها، وأصبح المجتمع نفسه أكثر محافظة وانغلاقا ونفورا من التجديد والتحديث. فليتنا نحاول إضاءة هذه المصابيح مرة أخرى، بدءاً بإعلان 2019 عاما للتنوير.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام التنوير عام التنوير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon