توقيت القاهرة المحلي 09:12:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستقلال.. والحكومة

  مصر اليوم -

الاستقلال والحكومة

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

لا يؤثر تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة على أجواء الاحتفال بعيد الاستقلال الوطنى الخامس والسبعين اليوم. اقتربتُ من هذه الأجواء فى الأيام الماضية خلال زيارتى لبنان للمشاركة فى مؤتمر مهم عن مستقبل المسيحيين فى الشرق الأوسط، نظمه «بيت المستقبل» فى يكفيا بالمتن الشمالى. لا مسيحيين، ولا مسلمين، ولا غيرهم من الطوائف فى هذه المناسبة الوطنية، بل لبنانيون يتطلعون إلى المستقبل بأمل ورجاء، رغم المشكلات التى تعطل تشكيل الحكومة.

صحيح أن المجتمع اللبنانى تعلم كيف يدبر أموره عندما تحول الخلافات دون تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس، كما حدث مرات عدة من قبل فى العقود الأخيرة. كما أن الحرب الداخلية، التى استمرت نحو 15 عاماً, علمت اللبنانيين الاعتماد على الذات، وصارت دروسها متوارثة استوعبتها الأجيال التالية لها فى إطار حرص عام على عدم تكرارها. غير أن استعجال اللبنانيين إعلان تشكيل الحكومة يتجاوز حاجتهم المباشرة إليها، ويرتبط بقلقهم على اقتصاد بلدهم، وخوفهم من أن يفقدوا استثمارات ومشاريع متوقعة. كما أن النجاح فى تشكيل حكومة وحدة وطنية يطمئنهم إلى أن مختلف الأطراف السياسية تستطيع حل خلافاتها، والعمل معاً. ولذلك يجدون فى حلول اليوبيل الذهبى لاستقلال لبنان ما يُنعش أحلامهم، ويبث قدراً من الاطمئنان، عندما يستعيدون قصة توقيع الميثاق الوطنى عام 1943. فقد أنهى إصداره فى حينه فترة ارتباك وريبة مر بها اللبنانيون منذ الحرب العالمية الأولى تنامت خلالها الانتماءات الطائفية نتيجة عوامل خارجية، وليست داخلية فقط.

وجاء إعلان الميثاق ليضع أساساً لبناء الدولة الوطنية غير تسوية تاريخية قامت على محاصصة، ولكنها اعتُبرت مؤقتة إلى أن تتيسر الظروف لإلغاء الطائفية السياسية لم يكن هذا ميثاقاً بين مسلمين ومسيحيين، بخلاف ما يُقال كثيراً، بل بين مشروعين. كان الأول عروبياً ذا خلفية إسلامية، والثانى كان متوجها نحو الغرب لاستلهام نموذجه سعياً لتحويل لبنان إلى سويسرا الشرق. ولقى هذان المشروعان إقبالاً واسعاً من اللبنانيين قبل التوصل إلى صيغة الميثاق الوطنى، بعد أن تراجع مشروعا الاندماج فى كيان عربى أكبر، والحماية الغربية. تحية للبنان الحبيب فى عيده الوطنى.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستقلال والحكومة الاستقلال والحكومة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon