توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هروب إلى الأمام

  مصر اليوم -

هروب إلى الأمام

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

لم يعترف مؤسسو المنتدى الاقتصادى العالمى دافوس، وأركانه ومُنظَّروه، بمسئوليتهم عن الأزمات التى تؤرقهم اليوم، وتهدد التوجهات التى بشروا بها ودعوا إليها، وفى مقدمتها تحرير التجارة، والعولمة، وعقلنة النظم السياسية0 ولم ينعكس حديث مؤسسه ورئيسه التنفيذى كلاوس شواب, عن الخاسرين من العولمة, والفئات المنسية فى كثير من المجتمعات, على أعمال مؤتمره الأخير الذى اختتم قبل يومين فى مدينة دافوس السويسرية. 

يواجه مبدأ حرية التجارة مأزقاً كبيراً فى ظل اتجاه الإدارة الأمريكية الحالية لإعادة الاعتبار إلى سياسات الحماية وبناء الحواجز والأسوار التى ناهضها المنتدى وسعى إلى وضع حد لها فى أنحاء العالم، فضلاً عن صعود أحزاب وحركات شعبوية وقومية متشددة تتبنى فى الأغلب الأعم مواقف تهدد العولمة، وتتعارض مع مرجعية دافوس الليبرالية الجديدة.

كما أن الخطر الذى يهدد العالم من جراء التغير المناخى لم يكن ضمن حسابات القائمين على منتدى دافوس عندما دعموا إطلاق حرية الاستثمار بدون أى ضوابط اجتماعية أو أخلاقية، فى لحظة بدا فيها أن العالم مقبل على ازدهار فى ظل هذه الحرية عقب تفكك الاتحاد السوفيتى السابق ومعسكره.

ولا نعرف هل كان خطر التغير المناخى مدرجاً ضمن جدول أعمال مؤتمر المنتدى الأخير منذ البداية، أم أًضيف عندما رأى القائمون عليه هذا الخطر ماثلاً أمامهم قبيل عقده، حيث تساقطت الثلوج بكثافة غير مسبوقة على جبال الألب وأحدثت انهيارات أوقفت خط القطار إلى مدينة دافوس عدة أيام. انتهى المؤتمر السنوى للمنتدي، كما كان متوقعا، بدون مناقشة جادة لتأثير الليبرالية الجديدة، وتداعياتها التى تراكمت وأنتجت وضعاً يؤرق كل من تبنى توجهات هذا المنتدي.

ويبدو أن منظمى المؤتمر فضلوا الهروب إلى الأمام، عبر مناقشة قضايا مهمة، ولكنها ليست أكثر أهمية من تلك المتعلقة بأزمة المنتدي, مثل تحديات الثورة الصناعية الرابعة، وسبل إدارة الاقتصاد العالمى فى ظل تطوراتها السريعة والمتلاحقة، وكيفية الاستفادة من التقدم المتواصل فى مجال الذكاء الاصطناعي، بدون إلحاق ضرر كبير بفرص العمل. غير أن الهروب لن يحل أزمة منتدى دافوس، وسيكون عليه أن يقف أمامها بجدية آجلاً أو عاجلاً.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هروب إلى الأمام هروب إلى الأمام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon