توقيت القاهرة المحلي 06:19:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هروب إلى الأمام

  مصر اليوم -

هروب إلى الأمام

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

لم يعترف مؤسسو المنتدى الاقتصادى العالمى دافوس، وأركانه ومُنظَّروه، بمسئوليتهم عن الأزمات التى تؤرقهم اليوم، وتهدد التوجهات التى بشروا بها ودعوا إليها، وفى مقدمتها تحرير التجارة، والعولمة، وعقلنة النظم السياسية0 ولم ينعكس حديث مؤسسه ورئيسه التنفيذى كلاوس شواب, عن الخاسرين من العولمة, والفئات المنسية فى كثير من المجتمعات, على أعمال مؤتمره الأخير الذى اختتم قبل يومين فى مدينة دافوس السويسرية. 

يواجه مبدأ حرية التجارة مأزقاً كبيراً فى ظل اتجاه الإدارة الأمريكية الحالية لإعادة الاعتبار إلى سياسات الحماية وبناء الحواجز والأسوار التى ناهضها المنتدى وسعى إلى وضع حد لها فى أنحاء العالم، فضلاً عن صعود أحزاب وحركات شعبوية وقومية متشددة تتبنى فى الأغلب الأعم مواقف تهدد العولمة، وتتعارض مع مرجعية دافوس الليبرالية الجديدة.

كما أن الخطر الذى يهدد العالم من جراء التغير المناخى لم يكن ضمن حسابات القائمين على منتدى دافوس عندما دعموا إطلاق حرية الاستثمار بدون أى ضوابط اجتماعية أو أخلاقية، فى لحظة بدا فيها أن العالم مقبل على ازدهار فى ظل هذه الحرية عقب تفكك الاتحاد السوفيتى السابق ومعسكره.

ولا نعرف هل كان خطر التغير المناخى مدرجاً ضمن جدول أعمال مؤتمر المنتدى الأخير منذ البداية، أم أًضيف عندما رأى القائمون عليه هذا الخطر ماثلاً أمامهم قبيل عقده، حيث تساقطت الثلوج بكثافة غير مسبوقة على جبال الألب وأحدثت انهيارات أوقفت خط القطار إلى مدينة دافوس عدة أيام. انتهى المؤتمر السنوى للمنتدي، كما كان متوقعا، بدون مناقشة جادة لتأثير الليبرالية الجديدة، وتداعياتها التى تراكمت وأنتجت وضعاً يؤرق كل من تبنى توجهات هذا المنتدي.

ويبدو أن منظمى المؤتمر فضلوا الهروب إلى الأمام، عبر مناقشة قضايا مهمة، ولكنها ليست أكثر أهمية من تلك المتعلقة بأزمة المنتدي, مثل تحديات الثورة الصناعية الرابعة، وسبل إدارة الاقتصاد العالمى فى ظل تطوراتها السريعة والمتلاحقة، وكيفية الاستفادة من التقدم المتواصل فى مجال الذكاء الاصطناعي، بدون إلحاق ضرر كبير بفرص العمل. غير أن الهروب لن يحل أزمة منتدى دافوس، وسيكون عليه أن يقف أمامها بجدية آجلاً أو عاجلاً.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هروب إلى الأمام هروب إلى الأمام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon