توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يفضلون البقاء أشباحاً!

  مصر اليوم -

يفضلون البقاء أشباحاً

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كثيرة هى العوامل التى أضعفت الأحزاب السياسية، وجعلت الحياة الحزبية هامشية حتى عندما تتوافر لها بعض مقومات الانطلاق كما حدث بعد ثورة 25 يناير. ربما تأتى العوامل الموضوعية فى المقدمة، وخاصة عدم تواصل الحياة الحزبية فى مجال عام مفتوح لفترة كافية دون انقطاع، منذ أن عرفت مصر الأحزاب السياسية فى بداية القرن العشرين.

غير أن العوامل الذاتية لعبت، ومازالت، دورا مهما فى إضعاف الأحزاب، وخاصة انعكاسات ضعف الثقافة الديمقراطية فى المجتمع عليها. الأحزاب جزء من المجتمع. قادتها وأعضاؤها مواطنون يعيشون فى بيئة ثقافية ـ اجتماعية ويتأثرون بها. وعندما تكون الثقافة الديمقراطية فى هذه البيئة هشة، لابد أن تكون كذلك فى داخل الأحزاب.

ولذا نجد أن قادة الأحزاب وأعضاءها يتحدثون عادة عن الديمقراطية دون أن يمارسوها داخل أحزابهم، وينتقدون غيرهم دون أن يفكروا فى إجراء نقد ذاتى سعيا إلى تصحيح اختلالات تُضعفهم.

وفى غياب النقد الذاتى، لا نجد حزبا مصريا لديه شجاعة حل نفسه كما فعل حزب التيار الوطنى الأردنى قبل أيام، بسبب ما اسماه رئيسه عبد الهادى المجالى (رأس مجلس النواب الأردنى من قبل) تهميش العمل الحزبى وعدم وضوح الرؤية فى الساحة السياسية. وتفيد مقارنة بسيطة أن حالة هذا الحزب، الذى لم يجد حرجا فى الاتجاه إلى حل نفسه, أفضل من معظم الأحزاب المصرية القائمة الآن. ورغم أن الثقافة الديمقراطية فى المجتمع الأردنى ليست أقوى منها فى مجتمعنا، يمكن تفسير سلوك هذا الحزب بشجاعة قيادته وإدراكها أن الاعتراف بالإخفاق خير من الاستمرار فيه. فهى لم تحاول إنكار الواقع، أو التحايل عليه.

لم يحدث مثل ذلك فى مصر رغم أن عمر الأحزاب فيها أطول جدا منه فى الأردن. وأقصى ما شهدناه فى مصر لجوء قيادة حزب إلى تجميد نشاطه فى مرحلة معينة. وأشهر هذه الحالات قرار حزب الوفد تجميد نشاطه فى منتصف عام 1978 بعد إصدار قانون فرض عزلاً سياسيا على رئيسه وعدد من قادته، ثم استأنف هذا النشاط عام 1983 بعد تغير الظروف والغاء ذلك القانون.

والحال أن الأحزاب فى مصر تفضل أن تبقى على الهامش، حتى صارت أشباحا لا وجود لها فى الواقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يفضلون البقاء أشباحاً يفضلون البقاء أشباحاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon