توقيت القاهرة المحلي 16:53:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

  مصر اليوم -

اجتهادات من يملأ الفراغ

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 ليس الكتاب السنوى «أفق»، الذى أصدرته مؤسسة الفكر العربى بمناسبة الدورة السادسة عشرة لمؤتمرها «فكر 16»، إلا واحداً من مؤشرات كثيرة تدل على الحاجة إلى بذل جهود كبيرة لملء فراغ فكرى يزداد أفقياً ورأسياً فى ظل جفاف معظم ينابيع الفكر فى العالم العربى.

فرض تغير الظروف، خاصة بعد ثورة الاتصالات وآثارها المجتمعية الفادحة، والصعوبات المالية، توقف مطبوعات فكرية راقية أسهمت فى مساعى بُذلت من أجل فتح آفاق أرحب أمام العقل العربى الذى يضيق ويذبل.

يتناول كتاب «أفق» السنوى، قضية النموذج الثقافى، سعياً إلى إجابات عن سؤال يبدو معبراً عن طموح بالغ مشوب بشيء من الخيال، عن مدى وجود امكانات لتطوير نموذج ثقافى عربى فى مرحلة التحول التى يعيشها العالم الآن.

يدل الاستغراب الذى يثيره السؤال على مدى الوهن الذى أصاب العقل العربى إلى حد يجعل السعى إلى ملء الفراغ الفكرى مهمة كبرى يتطلب التصدى لها شجاعة وإقداما. وإذا كان كتاب «أفق» السنوى أثار السؤال الدال على مدى خطر هذا الفراغ، فالنشرة الشهرية التى تحمل الاسم نفسه تعد محاولة جادة لملء مساحة فيه مهما كانت صغيرة. تتضمن هذه النشرة عدداً من المقالات الفكرية التى تشتد الحاجة إلى مثلها رغم أن كثيرين يرونها نخبوية تخاطب قلة محدودة.

غير أن هذه القلة صارت فى أمس الحاجة إلى محاولات مماثلة لملء ما يتيسر من مساحات الفراغ الفكرى المترامية الأطراف، لكى يستطيع مثقفون قابضون على جمر التفكير الجاد المنهجى علمياً وفكرياً وفلسفياً أن يعبروا عن أفكارهم، ويتواصلوا على نحو قد يوفر فى وقت ما الأساس اللازم لنهضة معرفية لا يتحقق تقدم حقيقى فى غيابها.

وربما يفيد كتاب «أفق» السنوى فى السعى إلى تحديد نقطة البداية التى يتعين الانطلاق منها، ويختلف المعنيون بملء الفراغ الفكرى بشأنها، إذا تأملنا ما يتضمنه من إسهامات حول «البارادايم» Paradigm الثقافى بما يعنيه من اتجاه رئيسى فى التطور الفكرى، أو نموذج قياسى أو نمط عام لهذا التطور، فى ضوء المستجدات المعرفية فى العالم، وفى ظل الحالة العربية التى تفرض البحث عن سبل لملء الفراغ الفكرى الآخذ فى التوسع، بمقدار ما تدفع إلى الإحباط الذى يُضعف العزائم، ويوهن الهمم.

نقلا عن الآهرام  القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اجتهادات من يملأ الفراغ اجتهادات من يملأ الفراغ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon