توقيت القاهرة المحلي 18:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على السلمى يُذَّكرنا

  مصر اليوم -

على السلمى يُذَّكرنا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

رؤية متكاملة لمستقبل مصر، وليس للتطور الديمقراطى فيها فقط، يطرحها د. على السلمى فى كتابه الجديد الصادر قبل أيام تحت عنوان «مصر والديمقراطية». يأخذنا السلمى فى رحلة طويلة إلى ما ينبغى ألاَّ يغيب عنا بشأن الركائز اللازمة لما يسميه فى مواضع عدة التطوير الوطنى. غير أننى حين فكرتُ فيما تشتد حاجتنا لأن تذكره من بين كل ما طرحه، ولا يتسع له المجال هنا، وجدتنى مشدوداً إلى مسألة إعادة صياغة العلاقة بين الحكومة المركزية ومستويات الإدارة المحلية. فرغم أن التجارب المقارنة فى العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أثبتت وجود علاقة طردية بين مستوى اللامركزية ومدى النجاح والإنجاز اللذين يحققهما المجتمع، ظلت هذه المسألة هامشية لدينا، ولا نكاد نذكرها فى مناسبة أو أخرى حتى ننساها أو نتناساها.

يضع السلمى مسألة اللامركزية ضمن المقومات الأساسية للتطوير الوطنى، والتحول الديمقراطى، فى آن معاً، لأن الاتجاه إليها يُعيد صياغة وجه الحياة على الأرض اجتماعياً وثقافياً، وليس سياسياً واقتصادياً فقط.

ووفق منهجه فى هذا الكتاب، يُفكَّك السلمى مسألة اللامركزية إلى عناصرها الأساسية فى إطار رؤية متكاملة للتحول من حالة الإدارة المحلية التى باتت عبئاً على المجتمع، إلى نظام الحكم المحلى على أسس تهدف إلى تجنب الاختلالات التى ضربت تلك الإدارة على مدى عقود.

ومن أهم العناصر التى يُذَّكرنا السلمى بها فى هذا السياق اللامركزية الرأسية، أى نقل السلطة من المستويات الإدارية أو السياسية أو المجتمعية الأعلى إلى المستويات الأدنى، واللامركزية الأفقية، أى نقل السلطة من مركز قرار وحيد لتوزيعها بين مراكز متعددة لاتخاذ القرارات فى الواقع الأقرب للمشاكل، واللامركزية المكانية وأى نقل سلطة اتخاذ القرارات إلى الأماكن الأقدر على تشخيص المشاكل والتعامل معها. ودلالة نقل السلطة فى هذه الاتجاهات الثلاثة أن اللامركزية لا تقتصر على الإطار الرسمى وحده. وإذ يُذَّكرنا كتاب السلمى بالأهمية القصوى للامركزية، إنما يطرحها بوصفها فلسفة حياة، ونمط إدارة مجتمعية شاملة تتجاوز النطاق الإدارى الذى يحصرها كثيرون فيه، لتكون تعبيراً عن حالة شاملة تتيح للمواطنين أفراداً وجماعات أداء واجباتهم وممارسة حقوقهم، وتجعل المجتمع أكثر حيوية وإنتاجية، وليست مجرد نقل سلطات من الوزارات والأجهزة المركزية إلى الوحدات المحلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على السلمى يُذَّكرنا على السلمى يُذَّكرنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon