بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
رغم عدم نيل فيلم كفر ناحوم الجائزة التي كان مرشحاً لها في حفلة جولدن جلوب الثلاثاء الماضي، مازالت أمامه فرصة في التصويت الذي يجريه أعضاء أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة أوسكار لاختيار خمسة أفلام غير أمريكية تتنافس لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي في الدورة الحادية والتسعين للمهرجان الذي تنظمه الأكاديمية سنوياً، ويُعرف باسم مهرجان أوسكار. ستُعلن نتيجة هذا التصويت بعد أيام، لتدخل الأفلام الخمسة المختارة في التصفية النهائية لاختيار الفيلم الفائز بهذه الجائزة في الحفلة السنوية للمهرجان في 24 فبراير المقبل. قطع فيلم كفر ناحوم للمخرجة اللبنانية المبدعة نادين لبكي شوطاً مهماً باتجاه الجائزة، بعد أن اجتاز منافسة صعبة وأصبح ضمن الأفلام التسعة المرشحة لاختيار خمسة منها تصل إلي الدور النهائي. وقد اختيرت الأفلام التسعة من بين 87 فيلماً عبر تصويت أجرته لجنة فرعية في الأكاديمية.
وهذا إنجاز كبير. فيلم عربي يُختار ضمن أفضل تسعة أفلام غير أمريكية علي المستوي العالمي. لكن المسافة الباقية التي يتعين علي فيلم كفر ناحوم أن يجتازها للحصول علي الجائزة أكثر صعوبة، لأن المنافسة أصبحت أكثر ضراوة تخوضها ثمانية أفلام أخري منها ثلاثة أوروبية، وثلاثة آسيوية, وفيلم كولومبي, وآخر مكسيكي (روما) هو الذي حصل علي جائزة الفيلم الأجنبي في جولدن جلوب0
يصعب توقع نتيجة مباراة صعبة علي هذا النحو. ولكن فرصة فيلم كفر ناحوم تتوقف علي مدي تقدير أعضاء الأكاديمية لفكرته الجديدة التي ربما تكون هي أكثر ما يميزه. فرغم أنه يعد من أفلام العائلة، أي التي تدور حول علاقات عائلية، الشائعة علي نطاق واسع، إلا أن فكرته غير تقليدية، وربما يمكن اعتبارها جديدة، وهي تمرد صبي صغير علي نمط حياته، وهجر عائلته، ورفع دعوي قضائية ضد والديه لأنهما جاءا به إلي الحياة ليعيش تعيساً مع عدد كبير من الأشقاء.
يعبر الفيلم عن جوانب مختلفة لأزمة كثير من المجتمعات العربية، ومجتمعات أخري في العالم، وليس المجتمع اللبناني فقط. كما يتميز بأن مخرجته القادمة من منطقة لا تقدر المرأة حق قدرها تنافس مخرجين كباراً علي المستوي العالمي.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع