توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أريافنا التى تحتضر

  مصر اليوم -

أريافنا التى تحتضر

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ليس مستغرباً أن يحقق الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء نقلة نوعية جديدة فى منهجية التعداد العام الذى أُعلنت بعض عناوين نتائجه قبل أيام. النقلات النوعية فى أى عمل لا تحدث بدون تراكم مستمر وأفكار متجددة. وهذا هو ما يلاحظه المتابعون لعمل الجهاز بقيادة اللواء أبو بكر الجندى منذ فترة طويلة. 

وليت الاهتمام بنتائج هذا التعداد، ومراجعة السياسات العامة فى ضوئها، يكون على قدر العناية التى أُجرى بها. وتدل العناوين التى أُعلنت، وهى ليست إلا نذراً يسيراً بالضرورة مما يتضمنه، على أنه يحوى ثروة معرفية كبيرة ينبغى أن نُحسن استثمارها. 

يحتاج هذا التعداد إلى قراءة تفصيلية فاحصة لأن العناوين التى أُعلنت لا تكفى لبلورة رؤى وتصورات لما ينبغى مراجعته فى ضوء ما توصل إليه. كما أن بعض ما أُعلن لم يكن مجهولاً، مثل وصول عدد سكان مصر إلى أكثر من مائة مليون، لأن تقارير الجهاز فى الأعوام الأخيرة حملت هذا المعني. 

وقل مثل ذلك عن الانخفاض النسبى فى نسبة الأمية، والارتفاع المؤلم فى أعداد غير الملتحقين بالتعليم والمتسربين منه. أما التكوين الشاب للمجتمع المصرى فهو معروف وواضح، وأكدته تقديرات الجهاز قبل إجراء التعداد العام. 

ولذلك يبدو أن أهم ما ينبغى أن نقف أمامه فى العناوين التى أُعلنت عن نتائج التعداد هو ثبات نسبة توزيع السكان بين الريف والحضر رغم أن معظم الزيادة السكانية تحدث فى المناطق الريفية. ويعنى ذلك استمرار الهجرة من الريف إلى الحضر. وتُعد هذه الهجرة ظاهرة صحية فى البلدان التى تشهد تقدماً مطرداً فى الصناعة، سواء التقليدية أو الجديدة، وفى الخدمات الحديثة، وتضع خططاً فى الوقت نفسه لتطوير الريف وتحسين أوضاعه والارتقاء بالزراعة. 

ويختلف الأمر فى مصر لأن الانتقال من الأرياف يحدث هرباً من تدهور الأوضاع فيها. ضاق الريف بأهله، وهُمشت مناطق واسعة فيه، وتراجع الإنتاج الزراعى كماً وكيفاً، فاشتد الضغط على مدن لا يستطيع النشاط الاقتصادى فيها استيعاب المتدفقين إليها، وكثُرت المناطق العشوائية فيها وحولها. 

ولذلك نتوقع أن يكشف التعداد أبعاداً جديدة لهذه الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية التى تفرض إعطاء أولوية قصوى لوضع سياسة زراعية مختلفة من أجل إنقاذ أريافنا التى تحتضر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أريافنا التى تحتضر أريافنا التى تحتضر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon