توقيت القاهرة المحلي 06:09:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مثقفون أحرار فعلاً

  مصر اليوم -

مثقفون أحرار فعلاً

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

احذروا هذا المرشح داعية العنف الذى يخدعكم، ويستخدم الإرهاب فزاَّعة للتحريض على اتخاذ مواقف عدوانية ضد بشر أبرياء، ويسعى إلى إرهاب خصومه، ويخفى وراء مزاعمه عداءً دفيناً للحرية واحتقاراً شديداً للنساء والأقليات. هذا هو محتوى البيان الذى وقعه أكثر من خمسمائة من المثقفين الأمريكيين لتحذير الناخبين من المرشح الجمهورى دونالد ترامب، بعد أن صدمهم صعوده السريع وقدرته غير العادية على توظيف الإرهاب فى حملته الانتخابية، على نحو يدفع أى إنسان عاقل إلى الخوف من أن يستيقظ العالم على نبأ فوزه برئاسة الدولة الأكبر. ربما لا يستطيع كثير من الأمريكيين تخيل حدوث ذلك فى بلد يُفترض أن رسوخ الثقافة الديمقراطية فيه يُمكَّن معظم الناخبين من التمييز بين المرشحين. ولذلك كان الأمر فى حاجة إلى خيال هؤلاء الأدباء والفنانين والمفكرين لرسم صورة لما يمكن أن يكون عليه الحال إذا تعطل عقل معظم الناخبين تحت وطأة عدة عمليات إرهابية متوالية عشية يوم الاقتراع.وإذا كانت جريمة أورلاندو انعكست بسرعة فى استطلاعات الرأى العام وأدت إلى تضييق الفرق بين كلينتون وترامب. وفى مثل هذه الظروف يبرز دور المثقفين الأحرار، ويظهر الفرق بين بلاد تنعم بمثلهم وأخرى يقل وجودهم فيها أو يندر. فالافتقار إلى عدد كبير من أمثال هؤلاء المثقفين هو أحد أسباب تخلفنا، وضعف قيم التقدم والحرية والكرامة والعدل وغيرها مما كان مثقفو التنوير فى أوروبا القرن الثامن عشر بشروا به.

ويأتى البيان الذى وقعه مثقفون بحجم ستيفان كينج وبول أوستر وجينو دياز وشابون وغيرهم ليذكرنا بالمسافة الحضاربة الشاسعة التى تفصل مجتمعنا عن العصر الذى يعيش فيه أمثالهم. وبسبب هذه المسافة، تنتشر اتجاهات التكفير والتخوين والاتجار بالدين أو الوطن فى بلادنا، وتضعف القدرة على مقاومتها فى غياب حركة ثقافية كتلك التى تقاوم الآن توجهات عنصرية فجة تمثل امتداداً لاتجاهات التكفير والتخوين عندنا، من حيث أنها كلها تنبع من رفض الآخر والسعى للقضاء عليه.

كما يأتى البيان ليُذكرنا بنجاح جيل سابق من المثقفين الأمريكيين فى التصدى للسيناتور جون ماكارثى وأنصاره حين شنوا حملة تخوين ضد اليسار الأمريكى فى الخمسينيات0 وبفضل صلابة أولئك المثقفين أدان التاريخ «الماكارثية» التى نجد أشكالاً مشوهة منها فى بلادنا اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثقفون أحرار فعلاً مثقفون أحرار فعلاً



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon