توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للقانون أوجه متعددة

  مصر اليوم -

للقانون أوجه متعددة

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

أصبحت عبارة دولة القانون من أكثر العبارات تداولاً فى الخطاب السياسى والقانونى فى العصر الحديث. لا يخلو منها هذا الخطاب فى أى بلد، بغض النظر عن وضع القانون فيه سواء من حيث طريقة تشريعه أو أساليب تطبيقه.

ولا تختلف هذه العبارة عن عبارات وكلمات أخرى يكثر تداولها بغض النظر عن مدى انطباقها على الواقع، مثل حقوق الإنسان، وغيرها.

وكلمة قانون لاتينية الأصل Droit. وكان معناها الأول هو الاستقامة وإحقاق الحق. والعلاقة بين معنى الاستقامة ومفهوم القانون تبدو أكثر من قوية. فالقانون فى معناه المثالى أو المُبتغى يشبه مسطرة مستقيمة لا انحراف فيها ولا اعوجاج. ولكن هذا المعنى لا يعبر إلا عن وجه واحد من أوجه متعددة للقانون فى عالمنا الراهن، وهو أن يكون سيداً يخضع له الجميع، ويتساوون أمامه، دون فرق أو تمييز ويعبر الأصل اللاتينى لكلمة قانون من الناحية اللغوية عن هذا المعنى الذى تكون دولة القانون فيه هى التى تحق الحق باستقامة لا اعوجاج فيها. ولكن هناك وجهاً آخر للقانون، وهو أنه تعبير عن حالة توازن القوى فى المجتمع فى لحظة معينة، بمعنى أن الأقوى هو الذى يضعه ويُطَّبقه. ويُعد هذا الوجه هو الأقدم فى تاريخ الفكر الإنسانى.

وفى هذا الوجه، لا يكون القانون مسطرة مستقيمة، بل قد يصبح هراوة غليظة يستخدمها الأقوياء لتحقيق مصالحهم، بشرط أن يتمكنوا من خلق شعور عام بأن هذا وضع طبيعى أو على الأقل مؤقت. ومن الضرورى أن يشعر الضعفاء فى هذه الحالة بأن القادم أفضل مما هو قائم، لكى يرضوا بوضع قد لا يكون عادلاً.

وثمة وجه ثالث للأدبيات التى تنطلق من منهج التحليل الطبقى، وهو أنه أداة لهيمنة الفئات الاجتماعية العليا فى المجتمع. ويعود أصل هذا الوجه إلى نقد كارل ماركس لما أسماه القانون البورجوازى، ومناقشته لفلسفة الحق عند هيجل.

وحين ننظر إلى العالم حولنا نجد أوجه القانون هذه فى بلاده كلها. ولكننا سنجد أيضا أن البلاد التى تعرف الوجه الأول للقانون هى الأكثر تقدما وإنجازاً ونجاحا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للقانون أوجه متعددة للقانون أوجه متعددة



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon