توقيت القاهرة المحلي 05:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«آى فون» .. والخصوصية

  مصر اليوم -

«آى فون»  والخصوصية

د. وحيد عبدالمجيد

أصبح انتهاك الحياة الخاصة لأى شخص فى بلادنا أمراً عادياً. يصل هذا الانتهاك إلى حد الاستباحة فى بعض الأحيان، وخاصة بالنسبة لشخصيات عامة بدعوى أن هذا النوع من الشخصيات «ملك للجمهور». وعندما يُستباح شخص بهذه الذريعة تصبح حياته الخاصة فى عرض الطريق!

وليس هذا إلا مؤشراً واحداً من بين مؤشرات كثيرة تدل على أن المسافة بين مجتمعنا والعصر الحديث تزداد. فاحترام الخصوصية أو الحيز الخاص للإنسان هو أحد معايير تقدم أى مجتمع أو تخلفه.

وتتميز المجتمعات التى يعيش فى عصرنا الراهن بقدرتها على مقاومة الميل إلى انتهاك الخصوصية تحت أى ظرف. ومن آخر الأمثلة على ذلك النزاع الذى حدث بين شركة «أبل» ومكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى (إف.بى.آى) حول فتح جهازى «آى فون» مغلقين برقمين سريين. فقد طلب المحققون من الشركة فتح هذين الجهازين، اللذين يعود أحدهما إلى الإرهابى سيد فاروق منفذ هجوم سان برناردينو فى كاليفورنيا فى ديسمبر الماضى، والثانى إلى تاجر مخدرات فى نيويورك. ويدل تأمل الجدل الذى دار بين ممثلى الجهتين على مدى صعوبة انتهاك الحياة الخاصة فى مجتمع متقدم. فقد طلب «إف.بى.آى» الوصول إلى المعلومات الموجودة فى الجهازين لأغراض أمنية ملحة. فردت «أبل» بأنه لا يوجد برنامج لفتح الأجهزة المغلقة بأرقام سرية، وأنها ترفض تصميمه لأنه يفتح الباب أمام الاعتداء على خصوصية المستخدمين.

ورد «إف.بى.آى» بأن هذه مبالغة فى الخصوصية لا تتعلق بالمبادئ بل برغبة «أبل» فى إظهار تميزها. فردت الشركة بأن سلطات الأمن نفسها تحتاج إلى خاصية أحكام غلق أجهزة الهاتف والكومبيوتر، وأن تطوير هذه الخاصية تسارع بعد الضربة التى تلقتها وكالة الأمن القومى الأمريكى عندما قام إدوارد سنودن بكشف معلومات خطيرة موجودة فى أجهزتها.

وعندئذ، تراجع «إف.بى.آى» وقام بمحاولة أخيرة، حيث طلب تصميم برنامج يُستخدم فى هاتين الحالتين فقط، وتقوم الشركة بتدميره بعد ذلك. فردت «أبل» بأن هذا كلام غير علمى، إذ لا يمكن التخلص بشكل نهائى من برنامج تم تصميمه، وليس هناك ما يضمن حتى عدم قرصنته بأشكال مختلفة.

وعندما وصل النزاع إلى القضاء، حسمه لمصلحة احترام الخصوصية. فقد رفضت محكمة فى نيويورك طلب «إف.بى.آى» وقالت إنه غير مشروع، بينما أوصت المحكمة التى نظرت قضية هاتف الإرهابى بأن تقدم «أبل» ما سمته مساعدة معقولة فى حدود ما تستطيع القيام به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«آى فون»  والخصوصية «آى فون»  والخصوصية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon