توقيت القاهرة المحلي 12:30:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أبو مازن» بعد «أبو عمار»

  مصر اليوم -

«أبو مازن» بعد «أبو عمار»

د. وحيد عبدالمجيد


لم يكتشف الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) أنه أضاع كفاحه وقضية شعبه فى يوم توقيعه على اتفاق أوسلو إلا بعد فوات الأوان.
ظن أنه سيكسر »الحصار المالي« الذى فُرض على منظمة التحرير بسبب موقفها تجاه الغزو العراقى للكويت، فإذ به يضع شعبه تحت حصار سياسى جغرافى إسرائيلي، ويدخل بقدميه سجناً اختاره بنفسه وفرح به فى البداية.
حاول أبو عمار الفكاك من سجن أوسلو بعد أن احتاج إلى أكثر من سبع سنوات لاكتشاف حقيقته، فساند الانتفاضة الثانية التى بدأت عام 2000 معتقدا أن فى امكانه الجمع بين المقاومة والمفاوضات. وعندئذ قررت إسرائيل الخلاص منه، بعد أن صار أسير مقر »الرئاسة« فى »المقاطعة» بقراره وإرادته.

ولذلك يُثار السؤال الآن عن مصير خلفه محمود عباس (أبو مازن) الذى قام بالدور الرئيسى فى «هندسة» الاتفاق الذى صار أسيراً له بدوره.

حاول أبو مازن تجنب المصير الذى لقيه سلفه، فرفض أشكال المقاومة كلها وليست السلمية منها فقط، وناصب كل من يهجس بها العداء، وراهن على أن يفوز بثقة العدو ليحصل منه على أى شئ, غير أن شره العدو وتجبره أحبط رهانه على المفاوضات، وعلى الولايات المتحدة، بعد أن قطع الطريق على أية خيارات سياسية موازية، وترك »مؤسسات« سلطته نهباً للفساد وعُرضة للتآكل، ولم يتعامل بجدية حتى مع جهود دولية استهدفت مقاطعة إسرائيل ونزع الشرعية عنها.

ولذلك يجد نفسه اليوم فى مأزق تاريخى يفوق ما كان سلفه فيه. ويحاول البحث عن مخرج منه عبر انتهاج طريق يمكن أن نسميه »المقاومة الدبلوماسية«، ولكن فى غياب رؤية سياسية لكيفية التعامل مع مسار أوسلو المسدود، وفى غياب حالة شعبية توفر امكانات الصمود أمام الضغوط الصهيونية، وفى وضع يتيح لإسرائيل التحكم فى موارد السلطة وبالتالى فى رواتب موظفيها والإعانات التى تقدمها وصار صعباً الاستغناء عنها أو تخفيضها.

أما التهديد بحل السلطة وتسليم مفاتيحها إلى إسرائيل أو الأمم المتحدة فهو يبدو »طق حنك«، نظراً لقوة الطبقة الفلسطينية المستفيدة منها، ولأن قطاعاً كبيراً من أهل الضفة يعتمدون عليها فى معاشهم. كما أن شبح مصير أبو عمار يلوح أمام أبو مازن ويمنعه عن اتخاذ قرار بهذا الحجم. ومع ذلك يظل السؤال الكبير:هل يلقى أبو مازن مصير أبو عمار؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أبو مازن» بعد «أبو عمار» «أبو مازن» بعد «أبو عمار»



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon