توقيت القاهرة المحلي 05:36:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» ثقافى مصرى!

  مصر اليوم -

«داعش» ثقافى مصرى

د. وحيد عبدالمجيد

«المجاهدون» ضد الثقافة والفكر والأدب والفن لا يقلون خطراً عمن يرفعون رايات سوداء، ويقتلون ويذبحون ويزعمون أنهم «مجاهدون». وإذا كانت كلمة »داعش« قد أصبحت تعبيراً عن الإرهاب المسلح الأشد عنفاً وقسوة، فهى تصلح أيضا للتعبير عن الإرهاب الثقافى الذى انتشر فى ربوع مصر مُهدَّدا ما بقى فيها من إبداع أدبى وفنى وفكرى. فلولا «داعش» الثقافى، ما انتشر «داعش» المسلح. 

والحال أن كلاً من »الداعشين« مسلح ولكن بأدوات مختلفة. فدعاوى الحسبة التى تقتل الإبداع، وتبث الرعب فى قلوب المبدعين، وتجعل أيدى بعضهم مرتعشة، تمثل سلاحاً أشد فتكاً من القنابل والعبوات والسيوف والأسلحة الآلية، لأنها تفتك بروح المجتمع التى يعبر الإبداع الأدبى والفنى عنها. وليس الروائى أحمد ناجى هو الضحية الأولى لهذا السلاح، ولن يكون الأخير، ما لم نستيقظ ونضع حداً للغفلة التى تدفع إلى التهوين من خطر محدق. 

وقل مثل ذلك عن القيود المتزايدة التى يفرضها القائمون على بعض النقابات الفنية لمحاربة الإبداع، فى تناقض تام مع مسئوليتهم عن حماية هذا الإبداع وفتح الأبواب أمامه حين تكون مغلقة، وليس غلقها عندما يجدونها مفتوحة. وقد وصل التقييد فى هذا المجال إلى مستوى ينذر بخطر غير مسبوق بسبب تحكم خرافات منافية للعقل، وعقليات تنقصها المعرفة بالفن، فى أنشطة فنية على نحو لا يحدث إلا فى «دولة دينية». 

ولم يكن منع عرض لموسيقى «بلاك ميتال» بدعوى أنه ممارسة لما يُسمى فى العقل الخرافى «عبادة الشيطان» أول حرب على الإبداع الفنى، ولن يكون الأخير، ما لم ينقذ الفنانون أنفسهم بعض نقاباتهم مما آل إليه دورها، ويدرك كل منهم أن هذه الحرب يمكن أن تُشن على أحد أعماله طالما أنهم يسلَّمون أمرهم إلى من ينَّصبون أنفسهم حراَّساً للأديان أو الأخلاق أو الفضائل، ويغلقون أبواب الإبداع باسمها. 

والمثير للتأمل أن تحدث هذه الممارسات التى تعود إلى عصور غابرة فى الوقت الذى تعلن الحكومة مشروعاً تُطلق عليه (مصر 2030). فكيف يمكن أن نتطلع إلى عام 2030، وهناك من يريدون إعادتنا إلى أسوأ مراحل عصر الخرافات فى التاريخ؟ وكيف يحدث هذا فى ظل دستور يحمى الابداع بوضوح لا لبس فيه ( المادة 67) من هجمات »داعش« الثقافى الذى يحقق الآن ما فشل فيه «داعش» المسلح؟ 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» ثقافى مصرى «داعش» ثقافى مصرى



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon