توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحمد مجاهدو«الشروق»!

  مصر اليوم -

أحمد مجاهدو«الشروق»

د. وحيد عبدالمجيد

دافع د.أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب بشجاعة عن كرامة معرض القاهرة الدولى للكتاب، وعن الدستور المصرى الذى يمنع مصادرة أى كتاب بدون حكم قضائي،
 وهذا درس بليغ لإدارة «دار الشروق» التى لم تملك مثل هذه الشجاعة، فلجأت للمراوغة إزاء هجوم تعرضت له بسبب بعض الكتب التى توزعها عبر جناحها بالمعرض، بدلا من الدفاع عن الحرية التى يحميها الدستور, ولا يجوز لأحد تعطيلها.

ويرتبط موقف مجاهد هذا بالجهد الكبير الذى يبذله لتطوير المعرض الذى يمثل أحد أهم مصادر القوة الناعمة التى اضمحلت فى مصر، ولكن هذا الجهد لن يكتمل إلا بعد إلغاء الرقابة المشينة على الكتب الأجنبية.

فليس فى إمكان مصر أن تُعَّظم مصادرها من القوة الناعمة، وتتوجه بها إلى العالم، ولديها جهاز من مخلفات العصور الوسطى يقوم بمراقبة كل ما يدخلها من كتب وصحف ومطبوعات قادمة من الخارج حتى إذا كان ناشروها أو كتَّابها مصريين.

ولما كان العقل والإبداع هما أساس ما يُطلق عليه القوة الناعمة، فلنتخيل كيف يسخر منا ناشرو هذه المطبوعات حين نراقب ما يرسلون سواء إلى معرض القاهرة أو للتداول بشكل عام، ولسان حالهم يقول إننا قوم بلا عقل يعى أن هذه الإجراءات المتحفية لا قيمة لها فى عصر ثورة الاتصالات والمعلومات.

لقد كانت مصادرة الكتب موضعاً للسخرية فى العالم، حتى قبل أن يصبح تداولها إلكترونيا ضامنا لانتشارها على نطاق أوسع عند مصادرتها فى هذا البلد أو ذاك، فقد أدرك من سبقونا الى العصر الحديث الذى ما زلنا نقف عند بابه أن الرد على ما يتضمنه أى كتاب هو السبيل الى مواجهته بالفكر وليس بالقوة، وصار نقد مصادرة الكتب موضعا للابداع منذ عقود طويلة0 ونذكر فى هذا المجال رواية (فهرنهايت 451) التى نبَّهت إلى استحالة مصادرة الفكر والعلم وكل ما ينتجه العقل حتى إذا حُرقت الكتب جميعها.

فتقوم هذه الرواية على تحول بعض الناس إلى كتب بشرية حية فى ظل هجمة على العقل، فأخذ كل منهم يحفظ كتاباً فى ذاكرته لضمان المحافظة عليه وتداوله شفوياً.

ورغم أن انعدام جدوى القوانين والإجراءات التى تصادر الإبداع أيا يكون نوعه صار واضحا جليا، مازال الصندوق القديم الذى نقبع فى داخله منذ عقود حائلاً دون إدراك ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد مجاهدو«الشروق» أحمد مجاهدو«الشروق»



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon