توقيت القاهرة المحلي 10:36:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطفال .. ونفاق !

  مصر اليوم -

أطفال  ونفاق

د. وحيد عبدالمجيد

ليس إلا شكلا جديدا من أشكال نفاق دولى رخيص، حصول الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاى (17 عاما)، والهندى كايلاش ساتيارثى مناصفة على جائزة نوبل للسلام قبل أيام بسبب كفاحهما من أجل حياة أفضل للأطفال.


فقد كان ممكنا أن نشكر اللجنة المانحة للجائزة على نبل مشاعرها المرهفة تجاه الأطفال، لو أن أيا من أعضائها أزعجه ولو للحظة قتل الصهيونية النازية مئات الأطفال خلال الجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبتها فى قطاع غزة أخيرا، بالتزامن مع بدء مداولاتها بشأن جائزة هذا العام.

ولكن من يوجهون رسالة تفيد ضرورة العناية بالأطفال يمارسون النفاق الدولى، الذى بات معتادا ومعادا، من أوسع أبوابه حين لا يتألمون لمآس نتابعها يوميا خلال المجازر المتنقلة التى يرتكبها نظام بشار الأسد فى سوريا ويروح أطفال ضحايا لها.

فهؤلاء المعنيون جدا بحياة أفضل للأطفال لا يهتمون حتى بموت »أفضل« لبعضهم ممن قُتلوا فى سوريا بغاز السارين الكيماوى، ومن يُقتلون طول الوقت بالبراميل المتفجرة وغيرها من أدوات القتل الوحشية التى صارت معتادة مثلها مثل النفاق الدولى الذى يعم عالما ينحصر فيه الضمير وتغادره الأخلاق.

لم تعد صور وفيديوهات الأطفال الممددين صرعى والمقطعين أشلاء والمضرجين فى دمائهم تحرك مشاعر أحد، بمن فى ذلك الأمين العام للأمم المتحدة الذى يبدو كما لو أنه إنسان آلى لا يحس بالألم ولا حتى بالخجل لقتل 140طفلا فى مدارس تابعة له بشكل مباشر ومسئولة منه شخصيا بحكم أنه الرئيس الأعلى لمنظمة غوث اللاجئين »أونروا«.

أما مئات آلاف الأطفال المهجَّرين من سوريا والنازحين من مكان إلى آخر فيها مع أهلهم هربا من موت يلاحقهم طول الوقت، فهم كمن سبقوهم إلى الدار الآخرة لا يعتبرون أطفالا لدى اللجنة المحترمة التى قررت تخصيص جائزتها هذا العام من أجل الأطفال. ولا نجد أثرا يُذكر للمنظمة الدولية التابعة بدورها للسيد بان كى مون الذى لا يحرك قتل عشرات الآلاف من أطفالنا ساكنا لديه، رغم أن دور هذه المنظمة هو إنقاذ الأطفال على وجه التحديد. وقد استمدت اسمها »يونيسيف« من هذا الدور الذى لا نعرف أين تؤديه، حيث الحروف الثلاثة الأخيرة منه تكوَّن كلمة (Save) أى إنقاذ.

ولكن من ينقذ أطفالا لا يلتفت المجتمع الدولى إليهم إلا على سبيل النفاق؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال  ونفاق أطفال  ونفاق



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon