توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى

  مصر اليوم -

إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى

د. وحيد عبدالمجيد

كتبتُ أكثر من مرة عن الفنانة العظيمة أنجلينا جولى التى لم تتوقف عن إبهار العالم بمواقفها التى تفيض بالإنسانية ويتدفق عبرها شعور جارف يندر مثله فى هذا العصر بالمسئولية تجاه البشر البؤساء المعذبين فى أرجاء الأرض. غير أنه ليس فى إمكان أحد أن يعبر عن مدى عمق هذا النموذج الإنسانى النبيل الذى تمثله أنجلينا جولى. لم تعقها التزاماتها الفنية عن أداء واجب إنسانى متجذر فى أعماقها. 

وهى ليست ممن يدعمون المعذبين فى الأرض بالكلام وإصدار البيانات لمواساتهم عن بُعد. لم تترك محنة كبرى يتعرض لها الناس إلا وكانت معهم فيها تشد أزرهم وترفع روحهم المعنوية، وتقدم لهم العون المالى فى الوقت نفسه. 

ولذلك لا نجد اليوم كلمات لمؤازرتها فى محنة مرضها الذى اشتد عليها، دون أن يمنعها من مواصلة دورها الإنسانى. لفت الانتباه خلال آخر محطات هذا الدور، عندما زارت مخيمات اللاجئين السوريين فى لبنان الشهر الماضى، أنها فقدت الكثير من وزن جسمها. لم يظهر مدى هزال جسدها فى الصور التى التُقطت خلال تلك الزيارة، لأنها كانت محاطة دائماً بأعداد كبيرة من اللاجئين. 

غير أن الصور التى نقلتها الكاميرات بعد ذلك أظهرت أنها لم تعد نحيلة جداً فقط، بل يبدو كما لو أن جسدها يضمحل بل ربما يجوز القول إنه يتلاشى. تفيد تقارير حديثة أن وزنها انخفض إلى نحو 35 كيلوجراماً. لم تُنشر بعد تقارير طبية عن المدى الذى وصل إليه تمكن المرض الخبيث من جسدها. 

يعرف كثيرون أنها كانت قد تحدت هذا المرض قبل ثلاث سنوات، وقامت باستئصال ثدييها ثم رحمها، ووجهت رسالة إلى كل من يعانون منه بأن عليهم مقاومته وعدم الاستسلام له. وقد أخذت هى زمام المبادرة فى هذا المجال، وواصلت نشاطاتها بما فيها العمل الإنسانى، وصولا الى مؤازرة اللاجئين المعذبين الذين لم يفكر فنان عربى فى مواساتهم، فى الوقت الذى تحتاج هى إلى من يؤازرها. 

ولا نملك إلا أن ندعو لها فى محنتها هذه، وأن ندعو المُصوَّرين الصحفيين الذين يتنافسون فى إظهار كيف يتحول جسدها إلى حطام أن يتحلوا بشئ من الأخلاق المهنية، ويفهموا أن سيذكر التاريخ كيف أن فى هذا الجسد المتلاشى قلباَ ليس كمثله قلب فى عالم الخواء الإنسانى الذى نعيش فيه. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى إنســـانة عظيمـــة تتلاشـــى



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon