توقيت القاهرة المحلي 02:39:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اجتهادات محمد السيد سعيد

  مصر اليوم -

اجتهادات محمد السيد سعيد

د. وحيد عبدالمجيد

نذكره فى كل وقت، وليس فقط فى ذكرى رحيله هذه الأيام. فالفكر لا يرحل، ولا يفنى، وخاصة حين يكون نابضاً بالحياة. وهذا هو ما يميز أصحاب الفكر المتجدد مثل محمد السيد سعيد، الذى لم يتوقف عن مراجعة أفكاره، وتطويرها وتعميقها طوال حياته القصيرة.


فقد آمن، مثله فى ذلك مثل كل من يعى معنى الفكر ومسئوليته، بأن المراجعة وإعادة النظر هما اللتان أتاحتا إنتاج أعظم الأفكار فى التاريخ.وكم عبر عن دهشته بسبب ثناء على شخص أو آخر يوصف بأنه متمسك بموقفه ثابت عليه تحت أى ظرف، وخاصة حين كان الثبات فى موقع لا يقف فيه إلا فئتان. تشمل الأولى عبيد إحسانات سادتهم. وتضم الثانية محترفى تسهيل الفساد تربحاً أو تربيحاً. ولذلك أتخيله يطل علينا ساخراً حين يثنى البعض على من يثبت على موقفه الذى يدخل فى إطار الفئة الأولى، وعندما أشاد مناهضون للفساد بمسئول رحل أخيراً لتمسكه لإيمانه بما فعله فى إطار الفئة الثانية!.

وقد لفت انتباهى أننى لا أذكر محمد السيد سعيد فى المرحلة الراهنة إلا وأتخيله إما ساخراً من بعض أوضاعنا أو حزيناً لما آلت إليه أحوالنا، أو مندهشاً لبعض ما يحدث وهو الذى كان قادراً على تفسير ما يستعصى على الإدراك وشرح ما يدفع إلى الاستغراب.

ولو أنه راجع أفكاره فى ضوء المعطيات الراهنة، لربما شملت هذه المراجعة نظريته بشأن الاستثناء المصرى العربى من حالة قام ببلورة معالمها فى بداية تسعينيات القرن الماضى، واسماها نهاية مثقف التحرر الوطنى فى العالم0 فهناك متغيران يدفعان الى مثل هذه المراجعة. أولهما حالة التدهور الثقافى والمعرفى وما يقترن بها من انحصار وجود مثقفين بالمعنى الدقيق. وثانيهما تغير مفهوم التحرر الوطنى بالمعنى الذى قصده وبلوره فى نظريته، فى ظل تنامى ظاهرة الاتجار بالوطنية التى انتشرت كرد فعل على جريمة الاتجار بالدين وما أدت إليه من تشوهات فى البنية الثقافية المجتمعية وتسميم للمشهد السياسى.

ومع ذلك يظل جوهر نظريته قائماً، وهو أن مثقف التحرر الوطنى (والمتاجر بالوطنية الآن) هو وطنى تجاه الخارج فقط، ولكنه متطرف سياسياً أو دينياً وإقصائى تجاه الآخر المختلف معه ومدافع عن التسلط إن لم يكن لمصلحة فيه فلجهل بالثقافة الديمقراطية.

فسلام على محمد السيد سعيد فى ذكرى رحيله: سلام عليك يامن ستبقى أفكارك ملهمة لأجيال متوالية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اجتهادات محمد السيد سعيد اجتهادات محمد السيد سعيد



GMT 23:04 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

‎لحظة الفطام من المعونة الأمريكية

GMT 23:03 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

هل المقصود غزة.. أم الضفة؟!

GMT 23:01 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

الأمن القومى أمام الخطر الترامبى!

GMT 22:57 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

وعد ترامب.. الفشل حتمًا!

GMT 22:55 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

نذر الانفجار الكبير فى الضفة الغربية

GMT 22:53 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

الآن وصلت إلى مانشستر سيتى

GMT 15:34 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

رسائل في جيب الملك

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:58 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

7 فوائد لألعاب الفيديو جيم وألعاب الهاتف

GMT 08:48 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبرزها الأسد والثور هذه الأبراج تميل إلى النجومية

GMT 20:09 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

جالكسي S9 قادم مع ميزتين لا تتوفران في آيفون X

GMT 00:05 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

أنطوان جريزمان يهدي هدفه السريع لطفل

GMT 17:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"فهد المولد يخضع للفحص الطبي في ليفانتي الإسباني

GMT 23:06 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طبيب المقاصة يوضح طبيعة إصابة جون أنطوي

GMT 05:34 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

إحباط مشاجرة بالقنابل في منطقة الأميرية بسبب صورة

GMT 00:01 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مرتضى منصور يعلق على أداء الزمالك ويتحدث عن موعد رحيل نيبوشا

GMT 03:58 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

داني باريخو يؤكد أن سوء أرضية الملعب سبب الخسارة من خيتافي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon