د. وحيد عبدالمجي
دافع لاعب الكرة الموهوب والمحترم عمر جابر عن زملائه فى فريق نادى الزمالك، الذين لعبوا مباراتهم مع فريق نادى إنبى الأحد الماضى على جثث شباب يحبونهم ويشجعونهم ولا يبالون بما يتعرضون له فى سبيل الوقوف معهم.
قال جابر، الذى رفض أن يلعب المباراة، إن زملاءه لم يعرفوا ما حدث على أبواب ملعب الدفاع الجوى، وأنهم لو علموا ما أكملوا المباراة المشؤومة التى صارت جرحاً سيضاف إلى جروح تنزف فى قلب مصر، اذا لم يُحاسب مرتكبو المجزرة التى حدثت فيها.
أراد جابر أن ينفى عن زملائه، الذين اتهمه بعضهم بأنه كان يعرف ولم يبلغهم، شبهة خضوعهم للقهر والابتزاز. ووجه رسالة تفيد أنهم ليسوا أقل حزناً على جمهورهم، الذى تواطأ من يسترخصون دم المصريين عليه، من لاعب فريق الأهلى وليد سليمان الذى أوقف حفل عقد قرانه فور علمه بالمذبحة, واعتذر لضيوفه الكثر وهو يبكى الضحايا0 ويعنى ذلك أن المصريين، الذين يرفضون استغلال الحرب ضد الإرهاب لقتل واعتقال شباب هم أفضل من يمكن أن يواجهوا هذا الإرهاب، موجودون فى كل مكان، ولكن أصوات معظمهم محجوبة.
والحال أنه لم تعد هناك كلمات تصف فداحة ما يحدث، ولا عبارات يمكن أن تعبر عما أصبحنا عليه من استرخاص للدم، واستسهال للقتل، و«استهبال» فى التعامل مع جرائم تنخر فى العمود الفقرى للدولة والمجتمع بأكثر مما يترتب على الإرهاب.
فعندما تغيب قواعد المساءلة والمحاسبة، تختلط الأوراق وتختل الموازين، ويُسترخص الدم، ويُقتل شباب فى عمر الزهور فى مذبحة دُبرت للانتقام من أعضاء رابطة «وايت نايتس»، الذين أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بزملائهم فى «أولتراس الأهلى» قبل شهرين فقط لأسلوبهم الرائع فى مساندة فريقهم الذى لعب باسم مصر فى نهائى أبطال إفريقيا0 ودلالة هذه المفارقة أن المشكلة ليست فى هؤلاء الشباب وغيرهم, بل فى من يسيئون التعامل معهم ويصرون على قهرهم ويحرمون الوطن من طاقاتهم الهائلة التى تشتد حاجتنا اليها اليوم أكثر من أى وقت مضى.