توقيت القاهرة المحلي 04:20:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استرخاص دماء المصريين

  مصر اليوم -

استرخاص دماء المصريين

د. وحيد عبدالمجي


دافع لاعب الكرة الموهوب والمحترم عمر جابر عن زملائه فى فريق نادى الزمالك، الذين لعبوا مباراتهم مع فريق نادى إنبى الأحد الماضى على جثث شباب يحبونهم ويشجعونهم ولا يبالون بما يتعرضون له فى سبيل الوقوف معهم.
قال جابر، الذى رفض أن يلعب المباراة، إن زملاءه لم يعرفوا ما حدث على أبواب ملعب الدفاع الجوى، وأنهم لو علموا ما أكملوا المباراة المشؤومة التى صارت جرحاً سيضاف إلى جروح تنزف فى قلب مصر، اذا لم يُحاسب مرتكبو المجزرة التى حدثت فيها.

أراد جابر أن ينفى عن زملائه، الذين اتهمه بعضهم بأنه كان يعرف ولم يبلغهم، شبهة خضوعهم للقهر والابتزاز. ووجه رسالة تفيد أنهم ليسوا أقل حزناً على جمهورهم، الذى تواطأ من يسترخصون دم المصريين عليه، من لاعب فريق الأهلى وليد سليمان الذى أوقف حفل عقد قرانه فور علمه بالمذبحة, واعتذر لضيوفه الكثر وهو يبكى الضحايا0 ويعنى ذلك أن المصريين، الذين يرفضون استغلال الحرب ضد الإرهاب لقتل واعتقال شباب هم أفضل من يمكن أن يواجهوا هذا الإرهاب، موجودون فى كل مكان، ولكن أصوات معظمهم محجوبة.

والحال أنه لم تعد هناك كلمات تصف فداحة ما يحدث، ولا عبارات يمكن أن تعبر عما أصبحنا عليه من استرخاص للدم، واستسهال للقتل، و«استهبال» فى التعامل مع جرائم تنخر فى العمود الفقرى للدولة والمجتمع بأكثر مما يترتب على الإرهاب.

فعندما تغيب قواعد المساءلة والمحاسبة، تختلط الأوراق وتختل الموازين، ويُسترخص الدم، ويُقتل شباب فى عمر الزهور فى مذبحة دُبرت للانتقام من أعضاء رابطة «وايت نايتس»، الذين أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بزملائهم فى «أولتراس الأهلى» قبل شهرين فقط لأسلوبهم الرائع فى مساندة فريقهم الذى لعب باسم مصر فى نهائى أبطال إفريقيا0 ودلالة هذه المفارقة أن المشكلة ليست فى هؤلاء الشباب وغيرهم, بل فى من يسيئون التعامل معهم ويصرون على قهرهم ويحرمون الوطن من طاقاتهم الهائلة التى تشتد حاجتنا اليها اليوم أكثر من أى وقت مضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استرخاص دماء المصريين استرخاص دماء المصريين



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon