توقيت القاهرة المحلي 07:19:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام والسياسة: أين الخلل؟

  مصر اليوم -

الإعلام والسياسة أين الخلل

د. وحيد عبدالمجيد

الإعلام ينقل المشهد السياسى بجوانبه المختلفة، ويغطى التطورات التى تحدث فيه، ويُحلَّل الاتجاهات التى تنطوى عليها هذه التطورات.

 ولكن عندما تغيب السياسة أو تضمحل، يختلف دور الإعلام الذى يجد المجال مفتوحاً أمامه لملء الفراغ المترتب على ذلك. وعندما تغيب أيضاً أخلاقيات الإعلام والقواعد المهنية التى ينبغى أن يعمل على أساسها، تزداد تجاوزاته وانحرافاته وتبلغ ذروتها فى وسائله المرئية أو الكثير منها.

ولذلك يُعد التدهور المتزايد فى أداء معظم الإعلام المرئى فى مصر الآن أحد التداعيات السلبية للفراغ السياسى الذى ينطوى على اختلالات أخرى كثيرة. فتمدد الإعلام فى الملعب السياسى الفارغ ليس دليل قوة أو قدرة على التأثير. فبمقدار ما يتمدد الإعلام المرئى بصفة خاصة فى هذا الفراغ، يتراجع أداؤه ويتدهور.

وإذا بدا أن الإعلام يؤثر فى اتجاهات الرأى العام فى لحظة أو أخري، فلا يعود ذلك إلى قدرته بل إلى رغبة القطاعات التى تتأثر به فى الاحتفاظ بالأمل أو التعلق به. وحتى فى هذه الحالة يظل لتأثير الإعلام حدود لا يمكن تجاوزها، على النحو الذى رأيناه مثلا فى الانتخابات الرئاسية العام الماضى مما أدى إلى مدها يوما ثالثا، وفى كل الأحوال، يظل تأثير الإعلام على الرأى العام فى ظل الفراغ السياسى جزءاً من الحالة غير الطبيعية التى تترتب على هذا الفراغ. أما حين تكون الساحة السياسية حية تفيض بالحيوية، يمتنع تأثير الإعلام مهما بلغت قوته على النحو الذى رأينا مثالاً مهما له فى الانتخابات الإسرائيلية قبل أيام.

فقد تمكن نيتانياهو من الفوز رغم الهجوم الكاسح الذى تعرض له من معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية. فقد بلغ هذا الهجوم مبلغاً لا سابق له. ولذلك لم تكن هناك مبالغة فى قول أحد أنصار نيتانياهو عشية الانتخابات إنه يتعرض إلى «مذبحة إعلامية».

ولم يترك مهاجمو نيتانياهو فى الإعلام نقيصة إلا الصقوها به، بدءاً من الفشل السياسى والاقتصادى والإخفاق العسكرى وليس انتهاءً بالفساد والإفساد. كما نالت زوجته سارة نصيباً وافراً من هذا الهجوم.

غير أنه عندما توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع، تبين أن الإعلام لا يستطيع أن يصنع اتجاهات الرأى العام حين تكون الساحة السياسية فى حالتها الطبيعية، وعندما تُجرى الانتخابات بالنظام الذى يزيدها حيوية وهو القائمة النسبية المطبقة فى إسرائيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام والسياسة أين الخلل الإعلام والسياسة أين الخلل



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon