توقيت القاهرة المحلي 05:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكام .. ومسألة الإلهام

  مصر اليوم -

الحكام  ومسألة الإلهام

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

لا توجد علاقة ظاهرة بين الإعلان عن إنتاج فيلم سينمائى جديد حول الرئيس الأمريكى السادس عشر إبراهام لينكولن, والحملة التمهيدية للانتخابات الرئاسية الجارية فى الولايات المتحدة .

غير أن تدنى مستوى هذه الحملة يدفع إلى المقارنة بين مغزى إنتاج عمل فنى جديد عن رئيس مازال يثير إلهام المبدعين بعد قرن ونصف على رحيله، والحالة الراهنة التى لم تعد تفرز سياسيين يحظون باحترام حتى إذا لم يكونوا ملهمين. فهذه الحالة التى لم يتصورها الآباء المؤسسون للنظام الديمقراطى الأمريكى لا تقتصر على المرشح المحتمل المثير للجدل دونالد ترامب، لأنه ليس إلا التعبير الأكثر فجاجة عن أزمة هذا النظام. يعتمد ترامب على هذه الأزمة، ويتوجه إلى من يمكن أن يؤيدوه تعبيراً عن احتجاجهم وليس تفضيلاً له. ولكن هيلارى كلينتون، التى يبدو طريقها ممهداً إلى البيت الأبيض، ليست أفضل, بل ربما أقل سوءاً، أو قل إن سوءاتها ليست سافرة بخلاف ترامب الذى يبالغ فى إظهار اختلافه ليحصد أوسع تأييد من جانب الغاضبين على “أمراء” و”أميرات” السياسة الأمريكية. ومن بينهم الآن أوباما الذى أحبط من راهنوا عليه قبل ثمانى سنوات.

فقد أثر أوباما فى مشاعر قطاع واسع من الأجيال الجديدة، مثلما يحاول ترامب أن يفعل ولكن فى اتجاه اخر تماما. وفى كثير من الأحيان يتصور من ينجح فى استثارة المشاعر والتلاعب بها أنه ملهَم (بفتح الهاء) وبالتالى يستطيع أن يحقق إنجازاً كبيراً بالاعتماد على ما يتمتع به من إلهام. وفى الأغلب الأعم أيضاً، يكون الفشل فى انتظاره، كما حدث مع أوباما، ومن قبله بوش الثانى، وكما سيحدث مع هيلارى كلينتون حال فوزها. وهذا هو ما يدفع إلى المقارنة بين لينكولن والرؤساء الأمريكيين فى العقود الأخيرة. لم يحاول لينكولن استثارة مشاعر شعبه أو مؤيديه، رغم أنه كان خطيباً وصاحب قضيتين كبيرتين هما إعادة الولايات الجنوبية إلى الاتحاد الأمريكى، وتحرير العبيد. ولكنه يثير إلهام المبدعين حتى الآن رغم وجود عدة أعمال فنية سينمائية ومسرحية عنه، أشهرها فيلم “مستر لينكولن شاباً” للمخرج جون فورد.

والدرس هنا أنه لكى يكون الحاكم أو السياسى مثيراً لإلهام المبدعين، عليه أن يدرك الواقع جيداً ويتفاعل معه وفق معطياته، وليس حسب ما يتخيله إلهاماً يتمتع به. فالحاكم إما أن يكون مُلهَماً (فتح الهاء) أو مُلهِما (بكسرها).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكام  ومسألة الإلهام الحكام  ومسألة الإلهام



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon