توقيت القاهرة المحلي 17:45:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكومة التائهة

  مصر اليوم -

الحكومة التائهة

د. وحيد عبدالمجيد

يغضب بعض الوزراء، أو كثير منهم، عندما يتعرض أداء الحكومة للنقد. وهذه مشكلة لا تقل أهمية عن ضعف مستوى الأداء، لأن «ألف باء» العمل العام هو قبول النقد والتفاعل معه.

ولا يقتصر الغضب على الهجوم الذى لا ينطوى على قيمة مضافة. فالمدهش أن النقد الذى يهدف إلى تحديد موطن الخلل، ويجتهد فى تقديم أفكار وبدائل للعلاج، يثير ضجرا أكبر بخلاف مما هو مفترض بداهة ومنطقا.

وربما يكون رئيس الحكومة وكثير من وزرائها قد أصابهم السأم من النقد الذى ينبَّههم إلى أخطار العمل بلا برنامج متكامل تنبثق عنه خطط تفصيلية مرتبطة بآماد زمنية محددة. فلم تتعود الحكومات فى مصر، منذ عقود طويلة، على العمل بهذه الطريقة.

غير أن حجم المشكلات التى تراكمت لهذا السبب، وما يرتبط به من سياسات بعضها عشوائى وبعضها الآخر منحاز للفئات والشرائح الاجتماعية الأكثر ثراء، يفرض تغيير منهج «الحركة بركة» الذى لم تحصد منه إلا العلقم، ولو أن لدى الحكومة برنامجاً وخططاً معلومة ومدروسة ومتكاملة، لما طُلب من وزرائها أن يقدموا ما يُطلق عليه «تقارير إنجاز» من النوع الذى يُطلب من مديرى الإدارات فى الهيئات التابعة لوزاراتهم. ففى وجود برنامج، يمكن لرئيس الحكومة أن يعرف حجم التقدم أو التأخر فى إنجاز كل وزارة ما يخصها فى الخطط المرتبطة بهذا البرنامج.

ولكن الحكومة التى تعمل بلا برنامج تبدو تائهة وسط الطريق، ومترددة بين أكثر من خيار فى كثير من المجالات.

وكان آخر دليل على ذلك حتى الآن التردد بشأن ضريبة الأرباح الرأسمالية على أسهم البورصة، ثم التخبط فى التعامل معها عبر قرار وزارة المالية بفرض هذه الضريبة، ثم قرار رئيس الحكومة إلغاءها.

وقد حدث ذلك فى الوقت الذى كان مفترضا الانتهاء فيه من الموازنة العامة للدولة 2014- 2015، التى ينص الدستور على عرضها على السلطة التشريعية قبل ثلاثة أشهر من انتهاء العام المالى (أى آخر مارس الماضي). وما كل هذا التأخير إلا جزء من المتاهة المترتبة على الاستهانة بالبرنامج وتفضيل «العمل بالبركة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة التائهة الحكومة التائهة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon