توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرهان على "القيصر"!

  مصر اليوم -

الرهان على القيصر

د. وحيد عبدالمجيد

صائب بالتأكيد هو الاتجاه إلى تحقيق توازن فى علاقاتنا الدولية، وتحرير سياستنا الخارجية من الارتهان للولايات المتحدة وأوروبا الغربية، والانفتاح مجدداً على روسيا. غير أن التوازن المطلوب فى علاقاتنا الدولية، والذى ينبغى أن يشمل اعادة بناء العلاقات مع أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لا يعنى محاولة إعادة إنتاج العلاقات المصرية السوفيتية فى غير زمنها وظروفها. فقد انتهى الاتحاد السوفيتى ولا علاقة لروسيا الآن بسياساته وتوجهاته ومبادئه، كما أن موقع روسيا اليوم فى الاقتصاد العالمى أقل بكثير من ذلك الذى شغله الاتحاد السوفيتى قبل أن يدب فيه التدهور اعتباراً من سبعينات القرن الماضى. ولذلك ينبغى أن يكون الانفتاح على روسيا قائماً على رؤية واضحة للعلاقات الجديدة وخاصة على صعيد التعاون الاقتصادى والتجارى، فلا خلاف على إمكان الرهان على نزعة الرئيس فلاديمر بوتين لتدعيم دور روسيا فى النظام العالمى. فهذه النزعة, التى تعيد إلى الأذهان صورة بعض القياصرة الذين حققوا لروسيا أمجاداً، تجعله يبدو وكأنه قيصر يحمل عبق التاريخ وحلم المستقبل، وهى تتيح الرهان على تحقيق توازن سياسى سريع وبناء توازن عسكرى تدريجى فى علاقاتنا الدولية. غير أن العلاقات الاقتصادية والتجارية أمر آخر تماماً لا يمكن الرهان فيه على خبرة سابقة صار مكانها فى كتب التاريخ. ولذلك كان غريباً أن يتحدث وزير الصناعة والتجارة والاستثمار عن اتفاق على مساهمة روسيا فى تطوير المصانع التى أنشأها الاتحاد السوفيتى السابق مثل الحديد والصلب بحلوان. فكان عليه قبل الاتفاق على ذلك أن يبحث جدوى الاعتماد على روسيا التى لم تحقق تقدماً يُذكر فى تكنولوجيا الصناعات الثقيلة التقليدية فى العقود الأخيرة0 فقد أصبحت روسيا الآن دولة شبه نامية لأسباب أهمها أن اقتصادها تراجع كثيرا وأصبح الطابع الريعى غالباً عليه بمعنى أنه يعتمد بالأساس على تصدير مواد خام (النفط والغاز والفحم الحجرى والأخشاب وبعض المعادن النفيثة). فلم يحدث تطوير تكنولوجى فى البنية الصناعية التقليدية التى ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفيتى إلا فى الصناعات الحربية. و يكفى الرهان على “القيصر” فى هذا المجال لأن أوضاعنا الاقتصادية لا تتحمل مغامرة عبر الاعتماد على روسيا فى أى صناعات أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرهان على القيصر الرهان على القيصر



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon