توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشباب و« تفكير العواجيز»!

  مصر اليوم -

الشباب و« تفكير العواجيز»

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

هالنى ما وجدتُه فى برنامج حكومة المهندس شريف إسماعيل, الذى يقع فى أكثر من مائتى صفحة, عندما قرأته كاملاً. فأقل ما يوصف به هذا البرنامج أنه قديم جداً بمعيار العصر الذى نعيش فيه، وبمقياس التركيبة العمرية الشابة فى مصر. أفضل ما فيه هو رصد التحديات الكبرى (12تحدياً) وما يقترن بها من أزمات واختلالات. 

ولكن هذا الرصد الجيد لم يؤد إلى تقديم أفكار جديدة تناسب حجم التحديات ونوعها. فالتوجهات الأساسية فى البرنامج تُعيد إنتاج السياسات الAتى أدت إلى تراكم الاختلالات على مدى عدة عقود، حتى صارت التحديات ثقيلة. 

لم أتوقع أصلاً أن يكون البرنامج أفضل كثيراً. ولكننى لم أتوقع أيضاً أن يخلو من فكرة واحدة جديدة على هذا النحو. فالحكومات التى تُشكل بالطريقة القديمة، وبدون رؤية واضحة لهذا التشكيل، تعمل بطريقة قديمة أيضاً. 

غير أن المشكلة قد لا تكون محصورة فى الطريقة الروتينية لتشكيل الحكومة، والتى تؤدى إلى تغيير أسماء بدون تجديد فى الأفكار والسياسات0 فنمط التفكير هذه المرحلة من التاريخ يرتبط فى أحد جوانبه، وليس كلها بالتأكيد، باختلاف الأجيال. 

فالشباب أكثر ميلاً إلى التجديد فى الأغلب الأعم، وليس بشكل حصرى. والفروق بين الأجيال فى أنماط التفكير تزداد سرعة فى عصر ثورة الاتصالات والمعلومات. 

ولذلك فإذا أردنا تجديد العمل الحكومى، وتطوير الجهاز التنفيذى، ينبغى ضخ دماء شابة فيه. فليس صحيحاً أن مصر تخلو من العقول الشابة المبتكرة والمبدعة. لدينا من هذه العقول ما نحتاجه لمواجهة أزمة العجز عن التجديد. توجد هذه العقول فى مختلف المجالات، ولكنها لا تجد الفرصة فى العمل الحكومى إلا قليلاً أو نادراً. 

فهى تظهر بوضوح أكثر فى المجالات التى يستطيع الشباب المبدع أن يشق طريقه فيها بنفسه. وفى بعض الأحيان تلتفت جهات حكومية إلى إبداعهم، وخاصة فى مجال الفن الذى يشهد الآن تجديداً أكثر من أى مجال آخر. نجد هذا التجديد الفنى فى الموسيقى والمسرح بصفة خاصة. ومن أهم مظاهرها فى المسرح تقديم أعمال كلاسيكية برؤى وأفكار جديدة تُخرج هذا الفن من جموده، وتبث فيه روحاً جديدة. 

وفى هذا التجديد الفنى دليل على أن فى مصر شباباً يستطيعون تقديم أهم ما ينقصها الآن، وهو الأفكار الجديدة خارج الصندوق العجوز القديم الذى أكله الصدأ, وأوشك أن يأكلنا معه. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباب و« تفكير العواجيز» الشباب و« تفكير العواجيز»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon