توقيت القاهرة المحلي 09:24:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطيب يُحذر من الماكارثية

  مصر اليوم -

الطيب يُحذر من الماكارثية

د. وحيد عبدالمجيد


كان أهم ما أكد عليه شيخ الأزهر د. أحمد الطيب فى لقائه رؤساء تحرير الصحف الخاصة قبل أيام هو التحذير من «الماكارثية» المنتشرة فى قطاع من الإعلام وجزء من المجال العام.
ولأن صحيفة «الشروق» وحدها هى التى اهتمت بالإشارة إلى ذلك، فقد اتصلت بالصديق عماد الدين حسين رئيس تحريرها للتأكد مما ورد فى التغطية التى نشرها، فأكده وأوضح أن الشيخ دعم ما قاله الزميل ضياء رشوان الذى أدار اللقاء بشأن خطر الماكارثية.

كان ذلك فى سياق رده على اتهام بعض مستشارى شيخ الأزهر وأعضاء هيئة كبار العلماء بأنهم ينتمون إلى جماعة «الإخوان». وهذا اتهام أصبح سهلا ضد أصوات مختلفة عما هو سائد على السطح الاعلامى والسياسي0 فهناك فعلاً استنساخ للحالة الماكارثية التى عانت منها الولايات المتحدة لسنوات فى أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات، ويشعر الأمريكيون بالخجل منها الآن، بعد أن اعتذر معظم من تورطوا فيها وتبرأ بعضهم الآخر منها.

وتُنسب الماكارثية إلى سيناتور أمريكى عدوانى متطرف (جون ماكارثي) قاد حملة تشويه ضد كثير من المثقفين والكتاَّب والفنانين الأمريكيين، عبر اتهامهم إما بالشيوعية أو بالتآمر على الدولة لمصلحة الاتحاد السوفيتي، أو بتهديد الأمن القومي. واستغل ماكارثى نفوذه فى مجلس الشيوخ لتشكيل لجنة للتحقيق مع المتهمين، فكانت أقرب إلى «محكمة تفتيش» بغيضة من النوع الذى ساد أوروبا قبل عصر التنوير. غير أنه بينما وضع التاريخ ماكارثى وزمرته فى أسفل سافلين، رفع من تعرضوا للاتهام ورفضوا الخضوع إلى أعلى المراتب. ولننظر إلى ما كُتب عن هذا «الماكارثى» على مدى أكثر من نصف قرن، ونقارنه-كمثال واحد- بما يسجله التاريخ عن آرثر ميلر الكاتب المسرحى الحر الذى رفض المثول أمام اللجنة الفاشية، وتحداها بمسرحية تُعد من أهم الأعمال التى عرفها القرن العشرون.

كان صعبا تحدى الماكارثية البغيضة فى عنفوانها بشكل مباشر. ولذلك لجأ ميلر إلى حقبة سابقة قبيل الاستقلال الأمريكى شهدت اتهام الكنيسة لمخالفيها بالسحر والشعوذة وإعدامهم فى مدينة ماساشوستس. واستوحى ميلر تلك الفترة المعروفة باسم «مرحلة مطاردة السحرة» وكتب نصاً عبقرياً للإسقاط الواضح على الماكارثية تحت عنوان «المصلوبون» وقدمته فرقة مسرحية شجاعة فى نيويورك فى يناير 1954. وفشل الماكارثيون فى منع عرضه الذى بدأ فى الوقت الذى كانت الماكارثية تتراجع لتسكن بعد سنوات قليلة المكان الذى تستحقه فى التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطيب يُحذر من الماكارثية الطيب يُحذر من الماكارثية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon