توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترويع وزير الصناعة

  مصر اليوم -

ترويع وزير الصناعة

د. وحيد عبدالمجيد

التنافس الحر المفتوح الذى تُتاح فيه فرص متكافئة هو الطريق إلى بناء اقتصاد قوى قابل للتقدم، والعكس. هذه هى إحدى خلاصات ثلاثة قرون من التطور فى أسواق العالم واقتصاداته.
 ثبت أن الاحتكار الذى يغلق السوق لمصلحة شركة أو عدة شركات تتفق «تحت المائدة» على الأسعار وتتحكم فيها، هو أكبر آفات الاقتصاد وأحد أخطر الأمراض التى تنشر الفساد فى المجتمع.

وهذه قاعدة عامة لا استثناء منها فى الدول التى عرفت الطريق إلى التقدم. وكم من شركات تضخمت وبلغ حجمها مبلغاً يهدد حرية التنافس، فتدخلت السلطات المختصة فى دول رأسمالية جداً لتجنب حدوث ممارسات احتكارية حتى قبل أن تحدث فى بعض الأحيان، وفقاً لقوانين صارمة فى هذا المجال تضع الاحتكار ضمن الجرائم الأشد خطراً. وربما تكون قصة شركة «مايكروسوفت» هى الأكثر شهرة فى هذا المجال.

غير أن هذه القاعدة لا تعمل فى مصر. فالقانون الذى وقفت وراءه «مافيا» السلطة والثروة ترك عن عمد ثغرات كبيرة لممارسة الاحتكار. ولذلك أتاح هيمنة عدد ضئيل من الشركات على السوق فى سلع استراتيجية.

ولكن بعض هذه الشركات لا تكتفى بذلك، بل تمارس ضغوطاً تصل إلى حد الابتزاز فى بعض الأحيان لغلق السوق أيضاً وفرض رسوم حماية تعسفية على الواردات من سلع تحتكرها هذه الشركات. وحدث ذلك مرات فى السنوات الماضية بشأن عدد من المنتجات. وهو يحدث الآن مجدداً عبر ضغوط شديدة يتعرض لها وزير الصناعة لفرض رسوم حماية لا مبرر لها على الحديد المستورد لأنه أقل سعراً.

وهذه احدى آفات الاحتكار الذى يتيح للمحتكر خفض تكلفة الإنتاج ورفع الأسعار فى الوقت نفسه، وتجاهل القاعدة الذهبية فى عالم الصناعة وهى تجويد المنتج وتطويره طوال الوقت. وهذا يفسر أيضاً مأساة البحث العلمى الذى تلجأ إليه الشركات الكبيرة لتطوير منتجاتها وتجويدها عندما يكون هناك تنافس حقيقى.

ويزعم المحتكرون عادة أن الاستيراد يُكبدَّهم خسائر لترويع الوزير المختص دون أن يقدموا ما يثبت ذلك. ولكن الأهم من ذلك أنهم لا ينظرون إلى الخسائر الهائلة التى تتكبدها الدولة والمجتمع بسبب الاحتكار. فهم لا يرون إلا مصالحهم البالغة الضيق، حتى فى مرحلة تتطلب إدراك المسئولية الاجتماعية لرأس المال، ولو لسنوات قليلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترويع وزير الصناعة ترويع وزير الصناعة



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon