توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثقافة «المنحة»!

  مصر اليوم -

ثقافة «المنحة»

د. وحيد عبدالمجيد

ليس واضحا بعد ما اذا كنا مستعدين جديا لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من «مؤتمر أصدقاء مصر». وهذا هو الاسم, الذى استخدمه الرئيس السيسى فى كلمته أمام الوفود العربية والاجنبية بعد حلفه اليمين, للإشارة إلى «مؤتمر المانحين» الذى دعا إليه العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز فى مبادرة كريمة.
فالحديث عن مؤتمر يحضره أصدقاء مصر لدعم اقتصادها, وليس لتقديم بعض المنح والمعونات, ينطوى على معنى يتجاوز الحرص على الكرامة الوطنية إلى تحديد دور هذا المؤتمر.
فقد حصلت مصر خلال أقل من عام على مساعدات تُقَّدر بنحو 51 مليار جنيه لم يظهر لها أثر يُذكر لأن معظمها لم يرتبط بمشاريع استثمارية. فهذه المشاريع، التى تحقق عائدات مستمرة ومتزايدة توجد فرص عمل فى مجتمع أشبعته البطالة إحباطاً وتشوهاً وليس فقط فقراً، هى أكثر ما تحتاجه مصر فى الفترة المقبلة.
ولذلك ينبغى أن يكون هدف المؤتمر هو تحريك الاقتصاد المصرى وإنهاء حالة الركود التى يرقد فيها عبر استثمارات عامة وخاصة. ولابد أن يقترن ذلك بإعداد تصور متكامل لهذه الاستثمارات، من حيث القطاعات ذات الأولوية والمواقع المناسبة لها والتكلفة التقديرية لكل مشروع، فى إطار «خريطة استثمارية» شاملة تقوم على أسس واقعية تأخذ فى الاعتبار المشكلات الفعلية وخاصة مشكلة الوقود وكيفية توفيره لتلك الاستثمارات.
فالمؤتمر، بهذا المعنى، ليس لجمع حفنة أموال سائلة تُنفق خلال شهور، بل للمساهمة فى وضع الأساس اللازم لتحريك الاقتصاد وتنميته من خلال الاستثمار وليس عبر تقديم بضع منح ومعونات.
وإذا عُقد المؤتمر على هذا النحو، ربما يكون بداية فى الوقت نفسه لتغيير ثقافة «المنحة» التى كرستها عقود التخلف وسوء الإدارة سواء لدى الأفراد «المنحة يا ريس» أو فى السياسات العامة الخائبة فى معظمها.
فليكن هذا مؤتمراً مختلفاً عن مؤتمرات مانحين لم يحقق معظمها المرجو منها لا من حيث المبالغ التى كان متوقعاً جمعها، ولا من زاوية الأثر الفعلى الذى ترتب عليها0 وينطبق ذلك على مؤتمرات عدة استضفنا واحداً منها فى القاهرة عام 2010 لمصلحة إقليم دارفور السودانى .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة «المنحة» ثقافة «المنحة»



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon