توقيت القاهرة المحلي 05:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس من ثورة منسية

  مصر اليوم -

درس من ثورة منسية

د. وحيد عبدالمجيد

مرت قبل أيام الذكرى السابعة والتسعون لثورة 1919 المجيدة فى صمت تام. لم يذكرها أحد. ليست ذاكرتنا المثقوبة هى السبب الوحيد. عقولنا الخاوية سبب أكثر أهمية. انغماسنا فى أصغر الأمور وأكثرها تهافتاً تعبير عن هذا الخواء. افتقاد الوعى بتاريخنا نتيجة لهذا الخواء، وسبب له فى آن معاً. فالوعى بالتاريخ يعنى استيعاب دروسه والبناء عليها. وهذا هو ما يتيح التطلع إلى المستقبل بدون تكرار أخطاء الماضى. 

غير أننا فى خوائنا الراهن لا نرى المستقبل أمامنا، بل وراءنا. نبحث عنه فى الماضى كل بطريقته. بعضنا يعود إلى ماض سحيق، والبعض الآخر مغرم بتاريخ قريب مازالت دروس أخطائه ملقاة على قارعة الطريق. ولكننا لا نلتفت إليها، ولا نلتقطها. 

وإذا كانت دروس الفترة التالية لثورة 1952 غائبة فى الوقت الذى يتخيلها بعضنا نموذجاً سياسياً إعلامياً مفرَّغاً من محتواه الاجتماعى، ففى ثورة 1919 دروس ملهمة لم نلتفت إلى بعضها بعد. 

أحد هذه الدروس نستمده من تعليق الزعيم سعد زغلول على شكوى «عم آدم» الذى كان يرعى حديقة بيته من أن تدفق أعداد كبيرة إلى «بيت الأمة» للاستماع إلى خطبه تؤذى الزهور والورد التى يزرعها لأنهم يدوسون عليها. 

وعندما ازدادت شكوى «عم آدم»، وطلب عدم فتح البيت «على البحرى» أو الزام الحضور بالمحافظة على الورد، قال له زعيم الثورة إن هؤلاء الذين تشكو منهم هم الورد الجديد. فكان سعد زغلول يحلم بما تطلع إليه كل من يرون أن مصر تستحق الحرية والكرامة الإنسانية، ومنهم الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم عندما كتب (صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر). 

ولكن هذا الورد لا يمكن أن يتفتح إلا فى ظل مشاركة شعبية حرة ومجال عام مفتوح لهذه المشاركة. وهذا هو الدرس الذى لم نستوعبه على مدى عقود, ودلالته أن المجتمع اما أن يكون بستاناً يانعاً تتفتح فيه الورود والزهور بمختلف ألوانها وروائحها، أو أن يكون غابة مقفرة كئيبة بلا روح ولا أمل. وهذا هو الدرس الذى نحتاج لأن نستوعبه اليوم، بعد أن أثبت التاريخ صحته على مدى ما يقرب من قرن منذ أن عبر سعد زغلول عن معناه فى ثورة 1919. فإما أن تكون مصر بستاناً، أو أن تكون غابة. هذان هما الطريقان اللذان ينبغى أن نختار بينهما. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس من ثورة منسية درس من ثورة منسية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon