توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رباعي تونس الرائع

  مصر اليوم -

رباعي تونس الرائع

د. وحيد عبدالمجيد

نقلة ملحوظة فى جوائز نوبل هذا العام، وخاصة فى جائزتى السلام والآداب. فقد مُنحت جائزة السلام إلى أربع منظمات تونسية شكلت لجنة حوار وطنى فى أكتوبر 2013، ونجحت فى وضع حد للانقسام الذى كاد يجرف ثورة 14 جانفى عن مسارها.

وها هو المجتمع الدولى يُكَّرم ثورات «الربيع العربى» كلها، رغم تعثرها فى معظم بلادها وانتصار قوى الثورة المضادة مؤقتا عليها، من خلال منح إحدى أرقى الجوائز العالمية إلى المنظمات الرئيسية فى المجتمع المدنى التونسى.

فقد تقدمت هذه المنظمات لأداء دور تاريخى أدرك العالم أهميته وقيمته، وهى الاتحاد العام للشغل، والاتحاد العام للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والهيئة الوطنية العامة للمحامين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

استثمرت هذه المنظمات ما تملكه من قوة تراكمت عبر التاريخ لإنقاذ تونس من ويلات انقسام كان يهددها. فرغم الحاق قيادة اتحاد الشغل بالسلطة تمكن من المحافظة على مقومات استقلاله فى كثير من قطاعاته على المستوى القاعدى، بخلاف نظيره المصرى (الاتحاد العام للعمال) الذى تم إدماجه فى السلطة التنفيذية بشكل كامل. وكان لهذه القطاعات دورها فى انحياز الاتحاد الى الثورة التى أعادت اليه استقلاله الكامل, فصار فى وضع يمكنَّه من المبادرة بإجراء حوار وطنى، والضغط على التيارين المدنى والإسلامى للمشاركة فيه بدعم من المنظمات الثلاث الأخرى. وقاد أمينه العام المناضل حسين العباسى هذا الحوار، بالتعاون مع قادة المنظمات الاخرى0 وكان لحضور الاتحاد العام للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أثر رمزى لكنه بالغ الأهمية فى تعزيز الاتجاه الى الحوار0 ورغم أن هذا الاتحاد كان مستتبعا للسلطة فى عهد بن على، وخاصة فى الفترة التى تولى رئاسته فيها الهادى الجيلانى، فقد انحاز بدوره إلى الثورة وانتخب لرئاسته السيدة وداد بوشماوى المؤيدة للتغيير.

كما تحظى المنظمتان الأخريان باحترام واسع يتجاوز حدود تونس. وكان دور الهيئة الوطنية العامة للمحامين فى الحوار الوطنى بالغ الأهمية، مثله فى ذلك إسهامها فى التطور الديمقراطى بعد الثورة. وكانت رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان هى الضلع الأخير فى هذا الرباعى الرائع الذى يفخر به كل عربى يؤمن بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رباعي تونس الرائع رباعي تونس الرائع



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon