توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شراء المرشحين أيضاً!

  مصر اليوم -

شراء المرشحين أيضاً

د. وحيد عبدالمجيد

ظل شراء أصوات الناخبين إحدى أهم آفات الانتخابات فى مصر على مدى تاريخها. تختلف الطرق والأساليب من عصر إلى آخر، ومن انتخابات إلى غيرها. ولكن تبقى الأصوات المعروضة للبيع، والمرشحون الجاهزون للشراء، مادام الفقر يُنهش قطاعا واسعا فى المجتمع، وما برح مستوى الوعى العام منخفضا.

ولكن جديد الانتخابات التى ستُجرى بعد شهور هو شراء مرشحين، وليس فقط ناخبين. فقد اتجهت أحزاب تملك موارد مالية إلى جذب مرشحين مستقلين أو من أحزاب أخرى، وإغرائهم بتمويل حملاتهم الانتخابية. وكان هذا ملحوظا عندما فُتح باب الترشح للانتخابات فى يناير الماضى، ولكنه لم يثر جدلا واسعا لأن المحكمة الدستورية العليا أوقفت العملية الانتخابية فعلياً عندما قضت بعدم دستورية بعض مواد قانونى مجلس النواب وتقسيم الدوائر.

غير أن الجدل حول هذه الظاهرة بدأ يتصاعد فى الفترة القليلة الماضية مع العودة إلى أجواء الانتخابات مرة أخرى. وبدأ رؤساء بعض الأحزاب التى تخشى أن يتركها مرشحون لها إلى أحزاب تملك موارد مالية أكبر فى إثارة هذا الموضوع بشكل صريح.

ورغم أن شراء مرشحين، وليس فقط ناخبين، يرتبط بضعف الأحزاب وصعوبة الظروف التى تعمل فيها واستسهال الأكثر ثراء بينها هذه الطريقة، تظل حالة المجتمع هى المصدر الأساسى للمشكلة.

فقد أدى التغير الذى حدث تدريجياً فى منظومة القيم المجتمعية على مدى العقود الأخيرة إلى انتشار ثقافة طفيلية متزايدة تشجع الكسب السريع أيا كان مصدره، وتُعلى من شأن الفهلوة وتحط من أهمية العمل، وتجعل المال متحكماً فى حياة الناس وعلاقاتهم، وتحول السمسرة من مهنة فى مجال الأوراق المالية إلى حالة مجتمعية، فأصبحت الرشوة علنية تُطلب جهارا نهارا وتقدم دون قلق أو خجل، وصار كل شىء قابلا للبيع والشراء. وعندما تسرى هذه القيم فى مجتمع تُدمر معنوياته، وتُحوَّل الإنسان نفسه إلى سلعة تُباع وتُشترى، ويصبح السؤال عن ثمن الشخص عادياً ومتداولاً.

ولذلك لا يبدو أن الانتقال من شراء أصوات ناخبين إلى شراء ولاءات مرشحين مثيراً لدهشة يصعب بدونها أن يفيق المجتمع من غفوته الطويلة، ليخرج من حالة تهدده بخطر بات داهماً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شراء المرشحين أيضاً شراء المرشحين أيضاً



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon