توقيت القاهرة المحلي 18:35:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما كنا فى الصدارة

  مصر اليوم -

عندما كنا فى الصدارة

د. وحيد عبدالمجيد

تابعتُ باهتمام تعليقات مختلفة على ما سبق أن كتبتُه هنا الاثنين الماضى عن تاريخ مصر البرلمانى العريق.
 فقد قلل البعض من أهمية السبق الذى حققته مصر عندما أُجريت فيها أول انتخابات نيابية فى منطقتنا عام 1866 عندما لم يكن مفهوم الانتخاب معروفاً خارج أوروبا (بعضها وليس كلها) والولايات المتحدة.

وليس صعباً فهم تشكك البعض فى سلامة هذا التقييم التاريخى، ورفضه من جانب بعض آخر، لأن ما أصبحنا عليه الآن يُضعف ثقتنا فى أننا كنا ذات يوم فى صدارة العالم. فالتخبط فى عملية إجراء انتخابات مجلس النواب القادم، والارتباك السياسى والقانونى المحيط بها، يوحيان بأن تاريخنا البرلمانى لا قيمة له.

غير أن المشهد الراهن يعود إلى غياب التراكم الانتخابى والبرلمانى، وليس إلى حداثة عهدنا فى هذا المجال. فقد حدث انقطاع متكرر فى التطور السياسى الذى بدأ على مستوى كان قريباً مما حدث فى أوروبا فى تلك المرحلة المبكرة. فلم يمض 13 عاما على هذه البداية حتى وقعت مصر تحت الاحتلال البريطانى الذى جمَّد تطورها السياسى لأربعة عقود.

وعندما انتزع المصريون حقوقهم الانتخابية عبر ثورة 1919 ودستور 1923، لم يستمر هذا التطور الجديد إلا نحو ثلاثة عقود، حيث أقامت ثورة 1952 نظاماً أحادياً. ولذلك لم يُقَّدر للبداية المتقدمة فى مجال الانتخابات والبرلمان أن تتطور دون انقطاع لتحقيق التراكم الديمقراطى.

ولكن هذا شىء، والتقليل من شأنها شىء آخر تماماً0 صحيح أن الشعب كله لم يشارك فى انتخاب مجلس شورى النواب فى ستينيات وسبعينيات القرن التاسع عشر. ولكن هذا كان الحال فى أوروبا وأمريكا أيضاً. فلم يعرف العالم حق الاقتراع العام للشعب كله إلا فى أوائل القرن العشرين.

ولذلك كانت الهيئة الناخبة فى مصر قائمة على المعايير الدولية وقتها، وهى أن يكون المدرجون فيها من الذكور دافعى الضرائب أى أصحاب الأملاك والأعيان.فقد شملت تلك الهيئة جماعات الأعيان والملاك الزراعيين وكبار التجار والعمد ومشايخ القرى. وهى لم تختلف فى طريقة تكوينها هذا عن نظيراتها فى دول أوروبية إلا فى أن الأخيرة ضمت برجوازية صناعية لم تكن قد ظهرت فى مصر بعد.وكان معظم أعضاء أول مجلس شورى نواب (75 عضواً) من البكوات. ولكن كان بينهم عدد معتبر من الأفندية أيضاً.

وهكذا كنا فى صدارة العالم فعلاً. ومازال فى إمكاننا أن نصبح فى مقدمته إذا امتلكنا الرؤية اللازمة لذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما كنا فى الصدارة عندما كنا فى الصدارة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon