توقيت القاهرة المحلي 18:22:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في رثاء حالنـا !

  مصر اليوم -

في رثاء حالنـا

د. وحيد عبدالمجيد

نظرة واحدة على طبيعة القضايا التى تُثير أكبر قدر من الجدل فى مصر الآن تكفى لمعرفة أى منحدر سقط فيه العقل العام، وكم من تجريف تعرض له المجتمع، وخاصة عندما نقارنها بالمواضيع التى تشغل بشراً آخرين فى كثير من أنحاء العالم.

ففى الوقت الذى ننشغل بتفاهات ارتداء الحجاب أو خلعه وننسى أن وجود عقل داخل الرأس أهم من وضع شيء فوقها من عدمه، ونتحارب على وقع مناظرات عقيمة تعود إلى عصور سحيقة ونغفل أن ما يُسمى خطاباً دينياً لا ينفصل عن البيئة المجتمعية التى تنتجه، يشتد الجدل فى عالم آخر لا يمت إليه بصلة حول قضايا من نوع تطوير السياسات الاجتماعية، وإنقاذ الكوكب من أخطار لا تقتصر على التلوث البيئى والاحتباس الحراري، وأثر أبحاث الاستنساخ على مستقبل البشر.

ويبدو الجدل حول هذه الأبحاث الآن حافزا على التفكير بعد أن دخلت مرحلة نوعية مع نجاح بعض العلماء فى تكبير حجم أدمغة الفئران عبر تزويدها بجزء من الحمض الوراثى للإنسان، فى الوقت الذى توصل آخرون إلى وجود »جين« يزود دماغ الفأر بتلافيف تشبه ما يوجد فى أدمغة الأنواع الأكثر تطوراً من الحيوانات مثل الشمبانزي.

وتتيح هذا الأبحاث اكتشاف الخطوات المحددة للتطور الذى مر به الإنسان، وأدت إلى تعزيز قدرته العقلية0 ولذلك احتدمت المعركة الفكرية الناشبة منذ سنوات بين أنصار أبحاث الاستنساخ ومعارضيها، أو بالأحرى بين من يرون إطلاقها إلى أقصى مدى يمكن أن تبلغه ومن يدعون إلى وضع حدود لها حتى لا تأخذنا إلى مجهول قد يُحدث تغييراً جوهرياً فى الطبيعة البشرية نفسها، بل فى طبيعة كثير من الكائنات الحية.

فلم يكن متصوراً أن تبلغ أبحاث الاستنساخ هذا المبلغ العميق فى ذلك الجزء من جسم الإنسان المسمى بالدماغ أو أن تقترب من اكتشاف أسرار التطور الذى حدث فى الحياة على كوكب الأرض منذ نشأتها الأولي.

أما وقد صار هذا ممكناً، أو على الأقل أصبح يبدو كذلك، فقد بدأت الهوة تتسع بين أنصار إطلاق أبحاث الاستنساخ ودعاة وضع حدود لها، وتفتح حوارات ممتعة ومناظرات عميقة تتعلق كلها بالمستقبل بينما نعيش نحن فى ماض نسجن حاضرنا فيه ونصادر مستقبلنا عبر انغماسنا فى قضاياه.

وإذ تبدو المسافة شاسعة على هذا النحو بين تخلفنا الرهيب والتقدم الذى يزداد فى العالم، يصبح مضحكاً ومبكياً فى آن معاً أن يطلق البعض على الهوس العقلى الذى يزداد فى مجتمعنا صراعاً فكرياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في رثاء حالنـا في رثاء حالنـا



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon