توقيت القاهرة المحلي 10:41:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للأثرياء فقط

  مصر اليوم -

للأثرياء فقط

د. وحيد عبدالمجيد

جميل أن تلتزم أجهزة الدولة بتطبيق القانون. ولكن ما أقبح أن يكون هذا الالتزام انتفائيا، وأن يكون تطبيق القانون على الفقراء وحدهم. والأكثر قبحا هو أن يتبخر القانون حين يخرقه الأثرياء جهارا نهارا، بينما يحضر بقوة بل بقسوة لمعاقبة الفقراء فى اللحظة نفسها.
وهذا هو ما يحدث الآن، حيث تنشط أجهزة الدولة فى إزالة المساكن والعشش المخالفة للقانون فى مناطق معظمها فقيرة وعشوائية. وتفعل ذلك بقسوة فى بعض الأحيان، بينما تغض البصر عن القصور والفيلات التى يتم استكمال بنائها الآن فى حديقة الشويفات الكبيرة بمنطقة التجمع الخامس.
وأقبح ما فى المقارنة بين هذين المشهدين أن ما يحدث فى مدينة الشويفات يمثل تعديا فى وضح النهار على مال عام لا يجوز أصلا بيعه أو التصريح بالبناء عليه، وإهدارا لحكم قضائى أصدرته محكمة القضاء الإدارى فى دعوى أقامها سكان المنطقة.
وقضى هذا الحكم بوقف البناء فى حديقة الشويفات وإعادة الحال إلى ما كانت عليه فيها. كما أكد عدم أحقية جهاز القاهرة الجديدة والهيئة العامة للمجتمعات العمرانية فى التصرف فى أراضى الحديقة العامة لأنها مال عالم لم يتم تخصيصه لأى منهما.
ومن المؤسف أن يبقى القانون سيفاً على رقاب الفقراء فقط ولمصلحة الأثرياء بعد ثورتين شعبيتين كان الظلم أحد أهم محركات كل منهما. فعندما تستيقظ بعض أجهزة الدولة لإزالة مخالفات حدثت تحت سمعها وبصرها، بل بدعم من بعضها نتيجة الفساد المستشرى فيها، ينبغى أن تبعث برسالة ثقة إلى المجتمع لا أن تتصرف بطريقة تزيد حالة عدم الثقة المتراكمة عبر عقود.
وحين يحدث ذلك فى مجتمع ينهشه الفقر لابد من مراعاة ظروف الفقراء الذين لا يتحملون المزيد من الأعباء,بدلا من مجاملة الأثرياء. فلا مجال للمقارنة بين من بنوا بالمخالفة للقانون - الذى كان معطلا دون ذنب لهم فى تعطيله تحت ضغط الحاجة، ومن يبنون فى حديقة الشويفات سعيا إلى مزيد من الترف الذى لم يعد له سقف.
ولذلك فعندما نهدم مبانى يسكنها فقراء لا سكن آخر لهم، ونترك قصورا وفيلات تعبر عن فائض الرفاهية، فكأننا نقول إننا لا نريد دولة قانون، أو بالأحرى نريدها للأثرياء فقط.
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للأثرياء فقط للأثرياء فقط



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon