توقيت القاهرة المحلي 04:20:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا أحمد عز وحده؟

  مصر اليوم -

لماذا أحمد عز وحده

د. وحيد عبدالمجيد


مثيرة هى ردود الفعل الواسعة ضد ترشح أمين التنظيم فى الحزب الوطنى المنحل أحمد عز لانتخابات مجلس النواب. أغرب ما فيها هو أنها توحى بأن المشكلة الوحيدة فى هذا المجلس هى ترشح عز فى دائرة يبدو فوزه فيها مرجحاً.
فكأن وجوده فى مجلس النواب القادم سيكون بقعة سوداء فى ثوب نظيف جميل رائع. وكأن هذا المجلس «كامل الأوصاف»، ولا نقيصة فيه إلا وجود هذا الرجل بين أعضائه.

ولكن الواقع أن وجود أحمد عز فى المجلس القادم لن يكون هو أسوأ ما فيه، لأسباب تتعلق به شخصياً وبهذا المجلس فى آن معاً.

فإذا كانت المدفعية الثقيلة المصوبة ضده تتعلق بدوره فى نظام حسنى مبارك، فهو ليس الوحيد الذى ترشح من أركان هذا النظام. فهناك من تحرك ضد الثورة، ومن تآمر عليها، ومن شارك فى الإعداد لغزوة «موقعة الجمل» وبُرئ لعدم كفاية الأدلة القانونية لدى المحكمة رغم وجودها على كل صعيد. ولم يكن عز بين هؤلاء لأن نظام مبارك ضحى به منذ البداية أملاً فى أن يبقي.

والحال أنها ليست مفهومة هذه الحملة الهائلة ضد شخص واحد فى الوقت الذى بلغ عدد المرشحين ممن كانوا فى مستويات تنظيمية عليا فى حزبه (الوطنى المنحل) أكثر من مائة فى اليومين الأول والثانى فقط لتقديم طلبات الترشح. وليست هذه إلا بداية السيل المنهمر من مرشحى هذا الحزب، الذى استُخدم فى فرض قبضة النظام الأسبق على الدولة والمجتمع قبل أن يفكر عز فى الانضمام إليه.

وإذا كان عز مقصوداً بصفة خاصة لاتهامه بأداء دور متميز فى إفساد الحياة السياسية خلال العقد السابق على الثورة، فهناك من يُفسدون الأجواء العامة كلها الآن وبطريقة قد تمتد آثارها لأكثر من عقد قادم، وربما يصبح ما فعله هو من أعمال الهواة مقارنة بما يفعلونه اليوم.

وحين يكون أصحاب الأموال والعصبيات هم أغلبية أعضاء المجلس القادم، فأى خطر يمثله عز فى هذه الحالة، علماً بأنه لم يعد فى الصف الأول لشبكة قوى الرأسمالية المتوحشة التى تحشد إمكاناتها وخدمها الآن لضمان أوسع حضور لها فى هذا المجلس؟

ولذلك لن يضيف وجود عز فيه إلى سوءاته شيئاً يُذكر، ولن يؤدى منعه من الترشح إلى انتخاب مجلس يليق بمصر ويستطيع أداء المهمات الكبرى المطلوبة من أى برلمان يُنتخب فى ظل دستور جديد. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا أحمد عز وحده لماذا أحمد عز وحده



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon