توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يعنى «ايكاروس» ؟

  مصر اليوم -

ماذا يعنى «ايكاروس»

د. وحيد عبدالمجيد

الأصل فى إنسان العصر الحديث أنه أقرب إلى العصفور الذى يحب أن يطير بحرية منه إلى الدجاجة التي تقبع في قفصها فلا تغادره إلا لتعود إليه. فإنسان العصر الحديث، بخلاف السمة السائدة فى إنسان العصور السابقة، هو يميل إلى التحليق فى آفاق أرحب وينفر من الحبس فى أقفاص أضيق.
فما الذى يجعل هذا الإنسان يفضل أن يكون دجاجة تُحبس فى قفص على أن يصبح عصفورا يحلق فى السماء؟ هناك أسباب متعددة منها التعود على «التدجين»، وخاصة حين يكون المجتمع محافظا تسوده قيم تجعل ما يعرفه خيرا مما لا يعرفه حتى إذا كان أفضل. ومازال الاختلاف فى تفسير أسطورة «إيكاروس» المشهورة مثالا على المسافة الهائلة بين نمطين من التفكير أحدهما يعبر عن تعود على حياة الدجاج، بينما يتطلع الثاني إلى التحليق فى السماء.
تقول هذه الأسطورة إن الفتى إيكاروس أخذ من أبيه أجنحة من شمع فحاول أن يطير بها، ولكن الشمع سرعان ما ذاب فسقط الفتى فى أعماق البحر بدلا من أن يُحلق فى عنان السماء.

فقد رأى التقدميون المتطلعون إلى الحرية أنها تدل على حلم الإنسان منذ القدم بأن يكون عصفورا يطير لا دجاجة تُحبس. ويمثل هذا التفسير أحد تجليات الوعى بأن الطريق إلى الحرية شاق وطويل وملىء بالمخاطر.

أما المحافظون الذين يظنون أن حياة الدجاج أمر طبيعى، فقد رأوا فى غرق إيكاروس عقابا مستحقا له بسبب تمرده على هذه الحياة. وفى هذا التفسير تشجيع على مواصلة حياة الدجاج والاستسلام لها، وتكريس للخوف حتى من الحلم بالخروج من القفص والتحليق فى السماء. فيجمع هذا التفسير بين إدانة الفتى الذى طار بأجنحة من شمع فسقط، والنصح بالتكيف مع أى واقع مهما يكن.

وذهب بعض من قالوا بذلك إلى أن الإنسان خُلق لكى يكون جزءا من «عالم متناسق» وليس ليُخل بهذا «التناسق» عبر السعى إلى تغييره لأنه ليس إلا كائنا ضئيلا أمام عظمة الكون والطبيعة، بما يعنيه ذلك من نفى قيمة العقل ودوره الذى أخذ يتنامى منذ عصر النهضة.

غير أن من فسروا «أسطورة إيكاروس» على أنها تعبير عن الشوق إلى الحرية، واستعداد لتحمل التكلفة المترتبة على التطلع إليها، وتحد للخوف الذي يكبل الإنسان ويجعله محض دجاجة تأكل وتشرب وتبيض، هم الذين حملوا مشاعل تقدم البشرية فى كل مكان وزمان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعنى «ايكاروس» ماذا يعنى «ايكاروس»



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon