توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يفعل الوزير؟

  مصر اليوم -

ماذا يفعل الوزير

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

تابعت على مدى أسبوع كامل ما قاله عدد من الوزراء الجدد الذين التحقوا بحكومة المهندس شريف إسماعيل. قرأتُ تصريحات لبعضهم فى صحف ومواقع الكترونية، وسمعتُ اثنين منهم فى مداخلتين هاتفيتين خلال مشاركتى فى حلقة من برنامج “الصورة الكاملة” خصصتها الأستاذة ليليان داود وفريق العمل فى هذا البرنامج لموضوع التعديل الوزارى.
والملاحظ أن كل ما صدر عن هؤلاء الوزراء يدل على عدم وجود خطة محددة للعمل. وحين نتأمل مجمل كلامهم بعد أسبوع على التحاقهم بالحكومة، نجد أن معظمه يتعلق بتفاصيل لا تدخل ضمن عمل الوزير فى الحكومات الحديثة. ففى هذا النوع من الحكومات يكون الوزير مسئولا فيها عن السياسة العامة التى تُعد جزءاً لا يتجزأ من رؤية الحكومة وبرنامجها. فالوزير فى عصرنا هذا يُختار على أساس معرفته برؤية الحكومة واقتناعه بها وقدرته على أداء المهام المحددة له فيها. وترتبط هذه المهام بالبرنامج المحدد الذى تتبناه الحكومة، وينبثق من الرؤية التى تسعى إلى تحقيقها فى مدى زمنى معين.

وهذا هو دور الوزير فى أية حكومة حديثة يكون جزءاً من منظومتها التى يتكامل أداء الوزارات فى إطارها، فلا تصبح جزراً معزولة عن بعضها البعض على النحو الذى يحدث فى مصر. ومطلوب من الوزير فى الحكومة الحديثة أن يعمل فى إطار هذه المنظومة، وليس بمعزل عنها.

وفى هذه الحالة يكون الوزير مدركا منذ اللحظة الاولى دوره ومهامه الأساسية’ التى لا تشمل بالتأكيد الأوضاع الإدارية فى الوزارة، بتفاصيل العمل اليومى، التى يقوم بها وكيل هذه الوزارة أو وكلاؤها. ولأن هذا هو نمط العمل فى الحكومات الحديثة، فالمفارقة أنه كان موجوداً فى مصر من قبل، وخاصة فى الفترة التالية لإصدار دستور 1923.

ونجد ما يفيد ذلك فى مذكرات بعض وزراء تلك المرحلة، مثل «قصة حياتى» لأحمد لطفى السيد الذى تولى وزارة المعارف العمومية عام 1928. فقد روى أنه لم يشتغل إلا بتطوير عمل هذه الوزارة فى إطار برنامج الحكومة، ولم تكن له معرفة بموظفيها أو من أسماهم «موظفى الديوان» لأن أمرهم ينبغى تركه لوكيل الوزارة.

كان لدينا هذا المفهوم الحديث لدور الوزير قبل ما يقرب من قرن كامل، واستمر لعقدين فقط بعده، وبقى جزئياً فى عقدين تاليين، قبل أن ينحسر بدءاً من منتصف السبعينيات ويصبح هذا الدور عشوائياً كالكثير من جوانب حياتنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يفعل الوزير ماذا يفعل الوزير



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon