توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مراجعات «الإخوان»!

  مصر اليوم -

مراجعات «الإخوان»

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

لا جدوى من أى مراجعة إذا لم يترتب عليها تصحيح الاختلالات الأكثر جوهرية فى بنية جماعة «الإخوان المسلمين» على المستويين الفكرى والتنظيمى فى آن معاً. وليس هناك ما يدل على أن حديث المراجعة، الذى بدأ فى بعض أوساط الجماعة فى الخارج يمكن أن يؤدى إلى مثل هذا التصحيح، لأنه يتركز على مسألة العلاقة بين السياسة والدعوة.

كان الخلط بين السياسة والدعوة من أهم عوامل اختلال بنية الجماعة فى عقودها الأولي. ولكن هذا الاختلال أصبح أكثر تعقيداً الآن على نحو يجعل قضية العلاقة بين السياسة والدعوة جزءاً صغيراً فيه. فقد تراجع وزن هذه القضية ضمن مصادر الاختلالات فى بنية الجماعة نتيجة انغماسها فى الساحة السياسية. ومع مرور الوقت، أصبح جمود هذه البنية وانغلاق التنظيم على نفسه واستعصاؤه على التطور والانفتاح هما مصدر الخلل الرئيسى الذى ظهرت آثاره الكارثية تدريجياً بعد ثورة 25 يناير.

لم تفشل قيادة «الإخوان» فى استيعاب أبعاد التفاعلات التى ترتبت على هذه الثورة، وفى التعامل معها، بسبب التداخل بين السياسة والدعوة. ولم تنقلب قيادة الجماعة على معظم تعهداتها التى التزمت بها، وفى مقدمتها عدم الترشح فى أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، نتيجة هذا التداخل. ولم يكن الخلط بين السياسة والدعوة هو سبب فشل الجماعة حين وصلت إلى السلطة.

كان هذا كله، وغيره، نتيجة تطرف سياسى وليس تطرفاً دينياً بالمعنى التقليدى الذى قد يفيد الفصل بين السياسة والدعوة فى معالجته. وقد أنتج التطرف السياسى موقفاً ضد الآخر بصفة عامة، وليس ضد الآخر الدينى فقط، بل أصبح رفض الآخر السياسى أقوى وأشد. ونتج ذلك عن ازدياد الجمود فى تنظيم الجماعة إلى حد جعله محَّصناً تجاه أى إصلاح فى بنيته. ولذلك أصبح هذا الإصلاح شرطاً لمعالجة أى خلل آخر من نوع الخلط بين السياسة والدعوة.

فعندما يتجمد أى تنظيم وينغلق على نفسه، يشعر بالتمايز ثم بالتميز، ويتعذر عليه أن يثق فى غير أعضائه. ويزداد خطر هذا الجمود حين يكون العقل السياسى للتنظيم ضعيفاً أو مفقوداً، فلا يجد ما يضبط حركته ويكبح اندفاعه فى لحظات معينة.

وهذا هو المفتاح لأى مراجعة جادة يقدُم عليها أى من قادة «الإخوان» الذين ربما يكون بعضهم قد بدأ فى إدراك فداحة ما فعلوه، وما حدث لهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراجعات «الإخوان» مراجعات «الإخوان»



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon